رئيس التحرير
عصام كامل

7 رسائل للرئيس بكلمة الأمس!

أول أمس كان عنوان مقالنا هو "كلمة الرئيس للشعب هي الحل"، وقلنا إننا نتوقع أن يخاطب الرئيس السيسي شعبه خلال ساعات أو أيام علي الأكثر، ليستمر الحوار بينه وبين المصريين في مختلف المناسبات خصوصا في التحديات الكبرى..

 

وقد كان.. وجاء الحوار كما توقعنا.. وككل خطابات الرئيس يترك فيها مساحة لوعي الناس وفهمهم وتأويلاتهم.. وعن هذه المساحة نلمح رسائل الرئيس، وأولها إن ما يفعله هو حوار بالمعنى الحقيقي للكلمة.. ليست تيئيسا ولا توبيخا وليس تحذيرا، إنما حوار يتحمل فيه كل طرف مسئولياته.. الدولة بمؤسساتها.. والشعب بفئاته، ولم يفعل كما فعل رؤساء وحكام آخرون تحدثوا إلى شعوبهم بين الانهيار والذعر.. وبين الارتباك والارتعاش..

 

اقرأ أيضا: زيادات الإنترنت والقطاع الخاص ومكافحة كورونا !

 

وثاني الرسائل، انحيازه الشخصي للمنتجين و"الشقيانين"علي السواء.. انحيازه إلى ماكينات في مصانع قد تتوقف.. وأيدي تبحث عن لقمة العيش لتتناولها يوم بيوم وكلاهما يستحق دعم الدولة له.. وهؤلاء يتم الآن حصرهم من الحكومة وكذلك أولئك..

 

وثالث الرسائل، الفهم المستنير للرئيس للدين والذي ليس اتكاليا يكتفي بالدعاء إنما ثقة بالله مع فهم لفلسفة الله في الكون، وهي الأخذ بالأسباب.. والأخذ بالأسباب يعني التخطيط الجيد، وهذا الأخير يعني الاعتماد علي المتخصصين في كافة المجالات مع توفير الإمكانيات قدر الاستطاعة..

 

الإيمان مع العمل وقدر الاستطاعة هذه تنقلنا إلى الرسالة الرابعة، وهي أن إمكانيات الدولة المصرية لم تعد كما كانت عند تسلمها مفككة منهارة من عصابة الإخوان، بل قويت واشتد عودها حتى إنها تتحمل اختبارات القدر، وإنها قادرة على الاشتباك مع كافة الظروف، وإن خطط الطوارئ جاهزة عند الضرورة!

 

والرسالة الخامسة، إنه لا مؤشرات مؤكدة عن مسار "كورونا" في بلادنا.. ولذلك تعمد الرئيس استخدام تعبير "حتى الآن" في تقييم التعامل وانتشار المرض.. وبالتالي إن اختلف الحال عن "الآن" ستلجأ هذه الدولة الكبيرة القوية الجاهزة لكافة الاختبارات لخيارات أخرى.. يمكن عدم الوصول إليها إن التزم الناس بالتعليمات الحالية!!

 

اقرأ أيضا: الصلاة في البيوت.. فقه الأزمة!

 

الرسالة السادسة، إن الحرب مع قوى الشر مستمرة، تتصدى الأجهزة المختصة لأدوات هذه القوى الأخرى.. استخباراتيا وعسكريا لذا تتبقى معركة الوعي التي توقع الرئيس ونتوقع معه أنها مستمرة!

 

وسابع الرسائل، إن جهد مصر وتمنياتها عابرة للحدود، وإن سعيها للبشرية كلها ولا ولن تبخل علي غيرها بشيء إن قدرت على تقديمه!

 

الشعب المصري ومصالحه كما قلنا مرارا بات في أيدي مؤتمنة.. لو هاجم "كورونا" مصر في عهود سابقة حيث أجهزة حكومية متسيبة ومفككة وانضباط تنفيذي في حدوده الدنيا وأموال محجوزة لمصارف لا تستطيع السير خارج الإطار المخصصة من أجله، أو في ظل من يعتقدون إن الدعاء والابتهال إلى الله وحدهما وحدهما فقطـ طريق النجاة من الكوارث لضاعت مصر في ساعات!

الحمد لله.. ولكن.. دولة مسئولة تستحق شعبا مسئولا.. ولهذا حديث آخر!

الجريدة الرسمية