أستاذ طب نفسي يكشف خطورة هلع الأوبئة على المجتمعات
حين ينتشر وباء مرض معدي معين في المجتمع تتزايد حالات الخوف والهلع لدى الناس من احتمالات إصابتهم أو إصابة من يحبون بالمرض، خاصة إذا كان المرض مميتا حتى ولو بنسبة قليلة من المصابين، ويزداد الهلع إذا كان الوباء عابرا للقارات، وسريع الإنتشار ولا يوجد له علاج نوعي حاسم.
وأكد الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر أن هلع الأوبئة العالمية لا يتوقف عند الخوف من المرض أو الموت، وإنما يمتد للخوف من الإنهيار الإقتصادي بسبب توقف حركة الطيران، وتوقف السياحة، وتوقف الإجتماعات والتجمعات، ووقف الكثير من الأنشطة الإقتصادية والإجتماعية مما يهدد بخراب اقتصادي حاد يؤثر على قدرة الناس على الاستمرار في الحياة حيث سيعانون فقد الأحبة بالموت ويعانون الفقر والإحتياج، وربما لايجدون لقمة العيش لهم ولأبنائهم.
واضاف المهدي أن إجراءات العزل والحجر الصحي قد تخطف أشخاص أعزاء من ذويهم وتغيبهم في غرفات أو خيام معزولة لأيام عديدة مع صعوبة التواصل معهم أو الإطمئنان عليهم , وهذا يشكل عازلا اجتماعيا مؤلما، وقد تعلن حالة الطوارئ في بعض البلدان حتى يتوقف انتشار العدوى، وقد تقل فرص الكسب والعمل.
واشار استاذ الطب النفسي إلى أنه من سمات هلع الاوبئة أيضا أنه قد يحدث نقص في بعض المواد الغذائية، وقد يصعب التواصل بين الأسر وبعضها، وتقل التجمعات الترفيهية كالأندية والمولات والحدائق، وتقل حتى التجمعات الدينية كصلاة الجماعة والجمع، وتقل التجمعات التعليمية حين تعلق الدراسة.
وأوضح أن كل هذا يمكن أن يؤدي إلى حالة من الخوف أو القلق أو الهلع لدى بعض الناس، ويزيد من هذا الأمر انتشار الأخبار والشائعات المرعبة على وسائل التواصل الإجتماعي أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا قد يؤدي إلى هلع عام لدى كثير من الناس , وقد يندفعون إلى المتاجر لتخزين مواد غذائية، وإلى الصيدليات لتخزين الأدوية، وتكون النتيجة ارتفاعات شديدة في الأسعار ونقص مفاجئ في المواد الغذائية والأدوية، وخسائر مادية فادحة تزيد من حدة الأزمة وتضاعف آثارها الضارة.