ماذا شاهد النبي فى رحلة الإسراء والمعراج؟
ماهى المشاهد التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم فى معراجه، وما هى دلالات شربه اللبن وترك الخمر وعلاقة ذلك بالأمور التكليفية ؟
يجيب على هذه الأسئلة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في أحد لقاءاته النادرة، فيقول: قالوا لأن العقل هو منفذ التكليف من الله والخمر جاءت لتستر العقل لأن مدخلي إلى الله هو العقل التكليفي، فالمجنون لا يكلفه الله، ومعنى عقل أن يختار بين بديلات، فإذا كان أمرا لا بديل له فلا عمل للعقل فيه.
فكأن الانسان بشربه الخمر قد عمد إلى تعطيل هذه النعمة الكبرى منفذة إلى الإيمان بالله، وهذا اللبن الذي تناوله النبى وتركه الخمر، إنما جاء لأن اللبن نبع الفطرة والخمر أنتم أفسدتموها بصنعتكم فيها، فبعد أن كانت نعمة سليمة جعلتموها مفسدة .
بعد قرار إغلاق المساجد.. 10 إرشادات من الأزهر للصلاة في المنزل
كان هذا أول المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نجد بعد ذلك مشهدا آخرا وهو أنه وجد قوما يزرعون ويحصدون فى وقتها وتتكرر هذه العملية عدة مرات، فسأله جبريل :من هؤلاء ؟ فقال: المجاهدون فى سبيل الله والجهاد فى سبيل الله هو الانسياح بالدعوة المنهجية التى جاءت من الله إلى القوم كي يهتدوا إليها.
إذن فرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المسألة ليوضح حقيقة المجاهدين وثوابهم لقوله تعالى (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه).
ثم يعرض الله تعالى منظرا آخر هو منظر الدنيا بإمرأة عجوز وعليها من كل زينة ، فقال :ما هذه ياجبريل ؟ قال "لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقى من عمر هذه، والمعنى هنا أن النعيم فى الدنيا محدود قدر الإمكانيات، ولكنه غير محدود فى الآخرة فهي من الله.
ورأى الرسول مشهدا آخرا، وهو أن هناك أناس والمقص يقص شفاههم وألسنتهم، ذلك لأن الشفاه واللسان هما الآدتان اللتان تتعاونان فى إخراج الكلام، قال جبريل عن هؤلاء أنهم خطباء الفتنة وهم الذين يقولون ما لا يفعلون فألسنتهم أحلى من العسل وفعلهم كالأسل، وهم يحدثون الفتنة.
وثمة بعض الصور والمرائى التى شاهدها رسول الله، ومنها مواضيع تتعلق بالصلاة وفرضها في المعراج ، والأنبياء الذين قابلهم وأغلبهم من بني إسرائيل.
والمرائى وسيلة إيضاح بالنسبة لبعض الأمور العظيمة التي تتعلق بالدعوة، وهناك مرائي تتعلق بالمال، فهناك قوم يسبحون فى بحر من دم ثم ويلقمون الحجارة، وقال جبريل: هم أكلة الربا.
ومنظر قوم لهم أظفار من نحاس يخدشون بها وجوههم، وقال جبريل: هؤلاء الذين يغتابون الناس.
وقوم آخر يأخذون قطعا من لحومهم فيأكلونها، ومرة أخرى يأخذون لحما نتنا من الناس فيأكلونه، فقال جبريل : الرجل تكون عنده المرأة من الحلال فيتركها ويذهب إلى المرأة الحرام، أو المرأة يكون عندها رجل في الحلال فتزهد فيه، وتذهب إلى الرجل من الحرام.
ورأى رسول الله ثورا عظيما قد خرج من جحر ويريد أن يدخل ذلك الجحر مرة ثانية فلا يستطيع، وعندما سأل جبريل عن ذلك المشهد قال : هذا الرجل يقول الكلمة ثم يحاول أن يرجع فيها فلا يستطيع.
بعد ذلك عرض على رسول الله رجلا يحمل حملا لا يقدر عليه ومع ذلك يمد يده إلى شئ آخر يحمله على نفسه، وقال عنهم جبريل: هؤلاء الذين يحملون الأمانات ويعجزون عن أدائها ومع ذلك يحبون أن يزيدوا حملهم.
كما رأى رسول الله قوما يرضخون رؤوسهم بالحجارة، وكلما رضخت عادت كما كانت لا يفتر عنهم، تضرب رؤوسهم بالحجارة فتتحطم ثم ترد مرة أخرى ثم ترضخ، وسأل الرسول من هؤلاء ؟ قال جبريل: هؤلاء الذين يتكاسلون عن الصلاة، والظاهر أنهم يضربون الرؤوس لأن الصلاة ليست إلا عملية فكرية إذا ركز الإنسان فكره على أدائها مهما كانت ظروفه.
كل تلك المشاهد التي رآها رسول الله أمثلة توضيحية تبين للمؤمن كيف يكون جزاء مثل هؤلاء، وكيف تكون آخرتهم أبشع لهذه الأشياء فيتخلى عنها ولا يرتكبها.