رئيس التحرير
عصام كامل

«الأحواز» قضية العرب المنسية.. تعرضت للاحتلال والتهجير والإبادة الجماعية.. إيران تحرمهم من بترولهم.. وعبد الناصر أول زعيم عربي دعمهم بشكل مباشر

السلطات الإيرانيةتشنق
السلطات الإيرانيةتشنق 6 أشخاص داخل إقليم الأحواز المحتل

طفت قضية الشعب الأحوازى العربى على سطح الأحداث السياسية من جديد، إذ تنظم هيئات وأحزاب إسلامية مصرية على رأسها الأزهر الشريف مؤتمرا بالقاهرة غدا الخميس، بعنوان "نصرة الشعب الأحوازى العربى"، يستمر لمدة يومين، ويناقش مختلف جوانب قضية الشعب الأحوازى الذى يرزح تحت نيران الاحتلال الإيرانى منذ أكثر من 85 عاما منذ احتلال الإقليم على يد "رضا شاه" عام 1925.

الشعب الأحوازى تعرض وما زال لمأساة حقيقية، ففى عام 1964 - وتحديدا أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية بالإسكندرية - أرسل أعضاء الجبهة الوطنية لتحرير عربستان باستغاثة طالبوا فيها الحكام العرب بتخليصهم من الاستعمار الإيرانى لبلادهم، وقتها أدرك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عمق هذه الاستغاثة والتى كشفت من بين ما كشفت النقاب عنه أخطر مؤامرة استعمارية فى الخليج العربى.
وعلى مدى 87 عاما كاملة امتدت من عام 1925 وحتى يومنا الحالى، يعانى المواطنون العرب فى الأحواز "عربستان" من كافة أشكال وصنوف الاضطهاد والتعذيب على يد الاستعمار الإيرانى لبلادهم حيث يستخدم الاستعمار الفارسى معهم كل أدوات التنكيل، ومنها: إلقاء المواطنين العرب أحياء من على متن الطائرات الهليكوبتر وفقء أعينهم وقطع أياديهم ورجمهم بالحجارة حتى الموت.
كما وصل الحال إلى نقل عشائر عربية بأكملها إلى شمال إيران، وجلب جاليات فارسية لتحل محلهم بهدف تغيير التركيبة العربية للأحواز.
أيضا محاولة إيران لنشر المذهب الشيعى الصفوى بين السكان والتضييق على السٌنة منهم برفض إقامة مساجد فى المناطق التى يسكنونها، فضلا عن محاربة اللغة العربية وفرض التحدث باللغة الفارسية على سكان الأحواز العرب، فضلا عن ذلك تعمد تغيير الاسم لينطق على الطريقة الفارسية بحرف الهاء بدلا من الحاء.
وعلاوة على كل ذلك يعيش السكان العرب فى الأحواز حياة الحرمان والفقر والبؤس، على الرغم من أن المورد الرئيسى للاقتصاد الإيرانى وهو النفط يتواجد فى الأحواز العربية المحتلة فارسيا بصورة أساسية.
يقول "نصار أحمد الشيخ خزعل"، رئيس مفوضية الثقافة والإعلام والناطق الرسمى لحركة التحرير الوطنى الأحوازى، إن إيران احتلت الأحواز عام 1925 وتحديدا فى يوم 20 أبريل من هذا العام، بعد قيام تيار روسيا البلشفى عام 1919، حيث ارتأت بريطانيا ضم الأحواز إمارة "المحمرة" وتوابعها "عربستان" إلى إيران، للوقوف فى وجه التيار الشيوعى الذى خلفته ثورة أكتوبر فى روسيا لما يمتلكه الإقليم العربى من خيرات هائلة أولها النفط.
وأشار إلى أن كل البترول الإيرانى ينتمى للأحواز ويقدر بمليونين ونصف المليون برميل يوميا، وأرادت بريطانيا أن تجعل من طهران قوة مركزية للتصدى للثورة البلشفية، فوجدت فى "رضا بهلانى" - والذى غير اسمه إلى "رضا بهلوى" فى محاولة منه للانتساب إلى الأسرة القديمة فى إيران والتى يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام- ضالتها المنشودة.
ولفت "خزعل" إلى أن موقع "الأحواز" الاستراتيجى على الخليج العربى جعلها فى ثورة مستمرة.
وتابع: "كان عام 1956 نقطة تحول فى تاريخ الحركات الثورية فى الأحواز، إذ تم تشكيل أول تنظيم جبهوى لتحرير الأحواز والذى كان يسمى بجبهة تحرير عربستان، وفى عام 1963 تم كشف هذا التنظيم السياسى وإعدام قادته على عهد "محمد رضا بهلوى" شاه إيران السابق، وتم إعدامهم عام 1964 بعد محاكمة صورية، وهو ما دعا قيادة تحرير عربستان والتى كان يرأسها وقتها الراحل "راشد خلف الكعبى" إلى زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذى كان أول زعيم عربى يدعم قضية الأحواز بشكل مباشر".
وأضاف: "ما زالت الذكرى عالقة فى أذهاننا عندما أرسل عبد الناصر رشاشات بورسعيد إلينا كنوع من الدعم، إضافة إلى إصداره لأوامره إلى الصحافة فى الجمهورية العربية المتحدة وقتها، للحديث عن التغلغل الإيرانى فى الخليج العربى، وهو ما شكل نقطة تحول فى تاريخ الثورة الأحوازية والتحركات التحررية فى الأحواز".
الجريدة الرسمية