الأم فى حياة مشاهير زمان

استطلعت مجلة الهلال عام 1970 آراء الكتاب والمفكرين والفنانين حول دور الأم فى حياتهم .

وقال الكاتب أحمد بهاء الدين: فقدت أمى وأنا فى العاشرة فلم تكن بالنسبة لى أما عادية، كنت ابنها الوحيد بين إخوات بنات وضعت كل حياتها وحنانها وأحلامها وقلقها وفرحها للابن الوحيد ، فكان من الطبيعى ألا يتبقى فى حياتى مكان لشيء سواها ، فمرت طفولتى ومر صباى دون أن أعرف ما يعرفه الأولاد فى سنى ، وماتت أمى فجأة وكانت فوق الثلاثين بقليل وكان اختفاؤها من حياتى أول وأكبر صدمة شعرت بعدها أن الحياة بلا معنى ، بكيت ومرضت وحزنت ثم هدأت ونمى لدى شعور عميق بالوحدة . 

 

وقال الكاتب الصحفى صلاح عيسى: بالرغم من أن أمى كانت سيدة أمية تجهل القراءة والكتابة إلا أنها كانت شغوفة جدا بمعرفة القصص الدينى وهو ما جعلنى أهوى القراءة، وتعلمت منها الكثير الحكم والأمثال الشعبية، وأتذكر دائما مثلها المعتاد (ياناكرة خيرى بكرة تشوفى زمنى من زمن غيرى)، إضافة إلى ذلك فقد تأثرت بالعديد من صفاتها مثل الصبر الشديد بدون شكوى من التعب ، كما ربتنى على حب مصر من خلال القصص التى كانت تقصها على .

 

وقال الأديب إحسان عبد القدوس: أنا محتاج إلى أن أقبل أمى كثيرا جدا ، محتاج الآن أن أضع رأسى على صدرك وأنام ، وكلما كبرت ازددت اقتناعا بأنى لا أستطيع الاستغناء عنك أبدا ، وأنك لو تركتينى وحدى فلن أستطيع أن أفعل شيئا ،إننى أعيش وأعمل بأنفاسك ووجودك ..الله ثم أنت .

الفنان صلاح طاهر قال : أمى هى النموذج المثالى للمرأة شكلا وموضوعا ، وحياتها كانت نوعا من الاخضرار الدائم والنضارة المتجددة باستمرار، التى تتناول كل آفاق الحياة بالتجديد ، كانت حكاياتها الجميلة عن الأساطير والعفاريت والملائكة هى بداية تعرفى على الخيال والفن ..كانت تتميز بالحنان والحزم والفطرة السليمة ..وهذه صفات نادرة .

وقال الدكتور أحمد عكاشة :حياة والدتى معنا كانت مثالية، والمشاركة الوجدانية كانت موجودة فلم يكن هناك التليفزيون، فكانت العلاقة الشخصية أقوى، والقدوة المستمدة من الأبوين تفوق القدوة التى تقدمها وسائل الإعلام، لأنها تعتمد على التعليم والثقافة والتحضر، كانت شخصية متدينة قارئة مما أعطانى الإيمان والثقة بالنفس 

علي أمين يقترح يوماً للأم.. وعبد الناصر يتحمس للفكرة .

وقالت الفنانة فاتن حمامة : أقدم لك يا أمى عظيم امتنانى وشكرى لك على جهودك فى تربيتى أنا وإخوتى ، فقد أحسنت تربيتنا وكنت أنت وأبى نعم الصديقين لنا ، وكم من مشكلات اعترضت مجرى حياتى ووجدتك فيها نعم الصديقة الوفية التى تهدى النصح فى إخلاص ووفاء نادرين ..أمى ..إن مال الدنيا لو كان ملك يمينى وأردت أن أهبه لك فهو لا يكفى لأن يفى بعض أياديك وفضلك على يا أعظم أم فى الوجود .