عبد الصبور شاهين متذكرا علاقته بأمه: حفظتني القرآن رغم أميتها
بمناسبة عيد الأم وفى حوار أجراه الصحفى عطا عبد العال مع الداعية الإسلامى الراحل الدكتور عبد الصبور شاهين ( رحل 2010 ) ونشرته مجلة نصف الدنيا عام 1990 تحدث الداعية الكبير عن علاقته بوالدته قائلا:
هى ليست مثل كل الأمهات عاشت سبعين عاما وتوفيت عام 1972 وهى تنتمى إلى أسرة أدبية حيث إن خالى شيخ الشعراء وأستاذ أحمد شوقى هو إسماعيل باشا صبرى، من أسرة ريفية تزوجت طالب علم فى الأزهر وهو أبى.
كانت تحفظ الكثير من القرآن والأحاديث والكثير من مقامات الحريرى التى نقلتها عن أبى، وكانت تشتمنا ونحن صغار بمقامات الحريرى مع أنها لم تتعلم حتى كتابة اسمها. أذكر أننى حفظت القرآن كله فى سن ست سنوات وثمانية شهور بسبب أمى التى كانت لا تكف عن تشجيعي ولم يحدث مرة أن ذهب أحدنا إلى المدرسة متأخرا عن موعدنا مع أن الأزهر كان يبعد عن بيتنا 15 كيلو مترا.
كانت توقظنا مع اذان الفجر وكانت تحثنا على الصلاة والنهوض مبكرا وعدم السهر حتى أصبحت أنه وإخوتى رجالا، ولا أنسى لأمى أنها بعد أن تزوجت وانتقلت إلى حياة مستقلة اختارت أن تعيش معى فى بيتى وكنا شأن الأزواج المعاصرين أنا وزوجتى عاملين أنا معيدا بالكلية، وزوجتى مدرسة للغة العربية فكان دور أمى هو تربية أطفالى على مبادئ التربية الأصولية نفسها التى ربطنا عليها مما يرجع إليها الفضل فى نجاح أولادي، وكانت زوجتى تنادى أمى بـ ماما. وظلت ترعاها حتى لقيت وجه ربها.
لقد أسندت إلى أمى أعظم معروف عندما رعتنى صغيرا على الأسس السليمة وتابعت واجباتى المدرسية والاستذكار حتى الساعة المحددة للنوم، ثم أسندت الى جميلا أعظم عندما ساهمت فى تربية اطفالي الذين ما زالوا يذكرونها بحرصها عليهم لقد كانت امى صالحة وكنت أشعر ان كل ذرة فى جسدها شيء مقدس حتى إنى كنت أجلس على الأرض وهى جالسة على السرير وأقص أظافر قدمها وكلما قصصت ظفرا قبلت أصبعها حتى إذا انتهيت وهى تقاوم القبلات وأنا أقول لها أنا اقبل الجنة التى تحت قدميك... هكذا كانت علاقتى بها.
علماء الأزهر: الاحتفال بعيد الأم فكرة طيبة ورسالة سامية
واختتم عبد الصبور شاهين حديثه قائلا: ”استقبلت نبأ رحيل أمي منشورا فى الصحف حيث كنت معارا حينئذ فى دولة الكويت فبكيتها وبكاها أولادى الذين كانوا فى مرحلة الطفولة بكاء شديدا، بعدها قررت العودة فورا إلى مصر، وعدت لأزور فورا قبر أمى وأزور قبر أبى وأدعو لهما صباح مساء”.