هل فكرة إقامة يوم عالمي للشعر عربية؟
أكثر من 20 عاما منذ الاحتفال الأول باليوم العالمي للشعر، الذي أقرته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".. فهل تعرف أن أصحاب فكرة إقامة يوم عالمي للشعر كانت بمبادرة عربية خالصة.
وبدأت القصة في شهر مايو 1997، عندما انعقد مهرجان ربيع الثقافة الفلسطينية لمدة أسبوعين في فرنسا بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين، وهم: فدوى طوقان، محمود درويش، عزالدين مناصرة، حيث اجتمع الثلاثة في فندق إقامتهم بباريس كأصدقاء، ليجدوا الشاعر عز الدين مناصرة يقفز بسؤاله أمامهم: لماذا لا يوجد يوم عالمي للشعر ؟
وتبنى الشعراء الثلاثة فكرة مخاطبة منظمة اليونسكو، وعكفوا على كتابة رسالة بعنوان "الشعر روح الإنسانية - الشعر جسد العالم" ليوقعوها ثلاثتهم، مطالبين فيها بضرورة تسمية يوم عالمي خاص بالشعر، وتم تقدم الرسالة في ذكرى نكبة فلسطين أي 15-5-1997 في باريس إلى اليونسكو للمدير العام للمنظمة فيديريكو مايور آنذاك بما سمي لاحقا ( المبادرة الفلسطينية) .
ورحَّب مايور بالفكرة، التي اقترحها محمود درويش وطوقان ومناصرة وسهَّل تنفيذها، انطلاقاً من كونه شاعراً فى المقام الأول، ولكونه أيضاً ينتمى لعائلة برشلونية مُطعَّمة بجذور عربية أندلسية، تعود إلى القرن الثامن الميلادي).
وطلب المدير العام لليونسكو مساندة المبادرة من 30 منظمة ثقافية في العالم فأيدت المبادرة عام 1998، وطلبت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1998 من دولة المغرب ( باعتبارها عضوا كامل العضوية كدولة ) مساندة المبادرة الفلسطينية .
ووافقت المغرب على مناشدات منظمة التحرير وأرسلت (اللجنة الوطنية المغربية) رسالة مساندة للمبادرة الفلسطينية بتاريخ (29-11-1998) وهو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وتمت استشارات دولية أخرى في عام 1999 حتى صدر القرار في نهاية 1999.
اقرأ أيضا:
اليونسكو: علاقات رسمية مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون
وجاء في بحث اليونسكو لجدوى إقامة يوم عالمي للشعر قبل إقراره، أن الهدف الرئيسي من ذلك هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية.
وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها.
كما أن الهدف من يوم الشعر أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن.