علي أمين يقترح يوماً للأم.. وعبد الناصر يتحمس للفكرة
ترجع فكرة الاحتفال بيوم للأم حين كان الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى أمريكا عام 1942 وشاهد المجتمع الأمريكى يحتفل بالأم فكتب فى كتابه "أمريكا الضاحكة "يدعو فيه للاحتفال بالأم فى كل مكان تقديرا لدورها فى الحياة بعد فترات إنكار طويلة.
وفى 6 ديسمبر 1955 كتب على أمين فى الأخبار الصفحة الأخيرة يتساءل لماذا لا نتفق على يوم فى السنة نطلق عليه "يوم الأم " مقترحا أن يكون يوم الربيع .
اقرا أيضا:
أسماء الفائزين بجوائز مصطفى وعلي أمين لعام ٢٠١٩
وذات يوم طلبت سيدة مقابلة مصطفى وعلى أمين وحكت لهما كيف أنها قامت بتربية ابنها عشرين عاما بعد وفاة والده ويوم زواجه خرج مع عروسه دون أن يقول لها شكرا .
وبعد أن خرجت الشاكية قال مصطفى وعلى لبعضهما "ونحن لم نقل لأمنا شكرا”، وتبنى مصطفى أمين حملة فى أخبار اليوم وآخر ساعة والأخبار للدعاية لفكرة يوم الأم.
ودعا مصطفى أمين إلى تحديد يوم ، فاختار القراء يوم 21 مارس ــ اليوم الذى اختاره على أمين وبعد ذيوع الفكرة فى الصحف اتصل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمصطفى أمين وسأله عن الموضوع ، فشرح مصطفى أمين الفكرة ، فقال عبد الناصر إن أمى قد ماتت فكيف احتفل بها أنا وأمثالى ممن فقدوا أمهاتهم ، فقال مصطفى أمين :”ضع وردة على قبرها وترحم عليها “.
واقتنع كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة بالفكرة وأقنع بها عبد الناصر وتحدد يوم 21 مارس عيدا سنويا للأم .
وفى عموده "فكرة " عام 1976 بجريدة الأخبار كتب مصطفى أمين مقالا حول الأم قال فيه:
اليوم عيد الأم نكرم كل أم ، نقبل يدها ، نحيطها بالحب، نقول لها شكرا يا أمى ، نعاملها كأنها ملكة ونحن رعاياها .. اذا كانت بعيدة ذهبنا اليها ، واذا كانت غائبة تذكرناها وكل واحد منا مدين لامه ..مهما فعل لا يستطيع ان يرد الجميل ،فمهما اعطيناها لانوفيها حقها ودينها علينا أو أن نسدد بعض من فضلها .
حملتنا ونحن اطفال ،ورعتنا ونحن مرضى وغطتنا ونحن نائمون فى فراشنا .
وعندما كانت الدنيا تظلم فى عيوننا كانت هى الشمس التى تضئ لنا الطريق ، وعندما كانت تغلق الابواب فى وجوهنا كنا نجد فى احضانها الحنان والحب والامان .
ويسألونى ماذا يفعل اليتيم الذى فقد امه ، اقول يكفى ان يضع زهرة على قبور الامهات الموتى جميعا .
نريد فى هذا اليوم ان نسعد كل ام ،ان نرسم ابتسامة فوق شفاهها ، ويكفى ان نشعرها اننا لا ننساها ولن ننساها مدى الحياة .
كل ام ستكون اليوم سعيدة لاننا نحتفل بها ونذكرها ، كم ابكيناها عندما مرضنا ، ولم نذهب لنمسح دموعها ونخفف الامها ، ان قبلة الابن على يد امه تطيل عمرها بل تمنحها عمر جديد ا .
الام امراة فوق البشر وهى قديسة تستحق الاحترام والاجلال ،وهى المرهم الذى يوضع على الجرح فيضمده ، وهى الصدر الذى يرتمى فيه التعساء فيشعرون بالسعادة ، ويحتمى فيه الحائرون فيشعرون بالامان .
وهى الضوء الساطع فى ظلام الحياة . حب الام متعة لكل الابناء ، ومن أجل هذا نعيش لنحبها ، ونشقى لدموعها ، ونسعد بابتسامتها الحلوة .