برلماني: جروبات الـ"ماميز" على وسائل التواصل الاجتماعي سبب رئيسي في الانهيار الأسري
حذر محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل بمجلس النواب، من خطورة مجموعات الفيسبوك السرية “الماميز” التي يتبادل خلالها مرتادو الموقع وبشكل خاص الفتيات والنساء، مختلف النصائح وعرض المشكلات الأسرية على الملأ، والتي تكون فرصة لإلقاء شائعات أو أخبار كاذبة، ووصف علاج لطفل إحدى السيدات دون الحاجة للكشف الطبي، أو اقتراح برنامج غذائي للتخسيس، كل هذا دون مراعاة للاختلافات شخص وآخر، موضحا أنها تحولت إلى أداة للتدخل في شئون الغير وطريق سهل لخراب البيوت من خلال نصائح هدامة أو تدخل في أمور الحياة الخاصة أو طريق سهل للابتزاز.
وأوضح زين الدين أنه انتشرت على هذه الصفحات ظاهرة إفشاء أسرار البيوت بكل تفاصيلها، وتلجأ إليها بعض النساء وبعض الرجال فيتطرقون على صفحاتهم للحديث عن أسرار حياتهم الزوجية، والبوح بأسرار بيوتهم للأقارب أو الأصدقاء وحتى للغرباء؛ بحجة الشكوى تارة والفضفضة تارة أخرى والتباهي والمدح تارة وطلب النصيحة تارة أخرى، حتى تحولت الأسرار إلى نشرة أخبار، وتم انتهاك خصوصية الحياة الشخصية الأمر الذي بدوره قد يهدد كيان الأسرة، وينذر بهدمها.
وأشار إلى أن التقارير أثبتت أن إفشاء الأسرار الزوجية وتدخل الأهل والأصدقاء بتفاصيل الحياة الزوجية، قد تسبّب فى وقوع ٤٤.٦٪ من نسب الطلاق، بحسب إحصائية مركز البحوث الاجتماعية، كما أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى وأهمها «فيس بوك»، سبب فى وقوع نسبة لا تقل عن ٢٠٪ من حالات الطلاق، وفقًا لبيانات من محاكم الأسرة فى مصر.
وأضاف النائب أن غياب دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المجتمع ساهم في تزايد حالة الفراغ النفسي وسط الضغوط اليومية، التي نمر بها وأصبح الفيسبوك هو المتنفس الوحيد لتفريغ الشحنات النفسية وطلب المساعدة دون الحرص من طبيعة مرتادي تلك المواقع أو شخصية وقدرة من يعطى النصائح، مشيرا إلى أن الكثير من دول العالم توظف أخصائيين اجتماعيين ونفسيين للأسر لمتابعتهم أولا بأول وإعطاء النصائح وحل المشكلات، وهو ما يعزز من تفادى وقوعهم في مشاكل وتشكيل جبهة حماية للأطفال والذين عادة ما يكونون ضحية هذه الصراعات، ولذلك عادة لا تلجأ سيدات تلك الدول إلى الفيسبوك لعرض مشكلاتها لتأكدها أن هناك مختصا على دراية ودراسة بالأمور الاجتماعية والنفسية.
كما طالب بضرورة أن تقوم الدولة بمشروع ثقافي اجتماعي لمواجهة الجهل المركب من خلال تضافر الجهود بين وزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات الدينية والهيئات المختصة بالمرأة بهدف رفع ثقافة الأمهات والفتيات وتحسين المناخ الطارد للشائعات وحماية لتماسك المجتمع ومواجهة الظواهر السلبية، مؤكدا أن للإعلام دورًا كبيرًا في التصدي لمثل تلك الظواهر، من خلال نشر برامج توعية مكثفة للشباب والبنات والتحدث عن كم الاختلافات بينهما لفهم طبيعة عقل الرجل والمرأة، مع إقامة ندوات بقصور الثقافة، ودورات تدريبية فى الجامعات للشباب، ومن الضروري وجود شخص متخصص للعلاقات الأسرية فى مكاتب المأذون الشرعي للتحدث مع المرتبطين الذين قرروا الزواج وعمل دورات تثقيفية لهم، مع ضرورة التصدي لظاهرة الزواج فى سن صغيرة لأن عواقبه وخيمة على المرأة أكثر من الرجل، ومن الممكن إنشاء جروبات مخصصة مسئول عنها متخصصون.