أمهات الخمسينات Vs التسعينات.. كيف تربي الأم والجدة الأبناء | فيديو
"أيامنا كانت غير أيامكم وجيلنا غير جيلكم".. من منا لم يسمع هذه العبارة مرة على الأقل في اليوم!، يلقيها الأب على أبنائه أحيانا وترددها الأم أحيانا أخرى، تلك المقولة “قاعدة ثابتة” على ألسنة جميع الأمهات والأباء على مر السنوات، يسلمها جيل للآخر.
وتنطبق أيضا هذه الجملة على أمهات "الزمن الماضي" وأمهات "العصر الحالي"، وفي مناظرة طريفة تجلس فيها أم تزوجت في ثمانينات القرن الماضي، وجها لوجه أمام ابنتها الكبرى التي تزوجت منذ حوالي 9 سنوات، لتسرد كل واحدة منهما كيف عاشت وتعيش دور الأم، كيف تبدو كل أم، وذلك من خلال نموذج بسيط.
السيدة "سحر عباس" مذيعة التلفزيون المصري، وابنتها "بسنت عمرو" الصيدلانية، فالأولى أصبحت أما في نهاية الثمانينات، والثانية كانت كذلك في مطلع عام 2011، فكيف بدا الفارق إذن؟
تزوجت مذيعة التلفزيون سحر عباس في سن صغيرة، أنجبت ابنتها الأولى “بسنت”، ولعدم خبرتها الكافية كانت الابنة تقضي معظم الوقت عند الجد والجدة، توالت السنوات وانجبت سحر ابنة أخرى وولدين.
الأيام تتعاقب والأبناء يكبرون أمام الأم، تتزوج بسنت، ثم ما تلبث الشهور تمر حتى تنجب بسنت طفلها الأول "حمزة" فتتحول سحر من الأم الشابة التي لا تعلم إلا القليل عن الأمومة، إلى "تيتا سحر": "لما كنت بشوفها قدامي حامل وقربت تولد بسترجع أيام حملي فيها وإزاي السنين عدت وهي خلاص هتكون أم وأنا هشوف أول حفيد ليا، أول مرة أشيله واخده في حضني رجعت تاني للحظة ما ولدتها وأول مرة شيلتها".
تذكر سحر "شوال الحمل" ذلك الفستان الفضفاض ذو القماشة الناعمة الذي ترتديه كل سيدة حامل في تلك الفترة، سرعان ما تقارنه بالجينز والقمصان وغير ذلك من الملابس التي كانت بسنت ترتديها خلال فترة الحمل ،"بنات الأيام دي بستغرب منهم لما ألاقيهم لابسين اللبس ده وهما حوامل، زمن غير الزمن، إحنا كنا على قد ما نقدر بنلبس لبس واسع علشان ندي براح للبيبي يتحرك".
أطوار الأمومة واحدة، سلوكيات الأم تجاه أبنائها كذلك ثابتة بين النوم والطعام والاهتمام بالنظافة مرورا بالمذاكرة والمشاركة في الهوايات المفضلة، ما الذي تغير إذن؟.
كانت سحر تتبع السياسة ذاتها التي سارت عليها أمهات تلك الفترة في مرحلة ما قبل نوم “بسنت”.. تغني لها.. تسرد لها بعص الحكايات، كانت تفضل دائما أغنية "حبيبة أمها" للمطربة صباح: "ماما كانت دائما بتغني لي علشان اعرف أنام، أنا في حمزة كنت بغني له لحد ما وعي مبقاش ينام إلا قدام الآي باد أو الموبايل، الأطفال حاليا مش محتاجين نغني لهم"، تستغرب سحر هذا السلوك وكأنه لا يمكن لطفل أن ينام إلا بالغناء: "الأولاد كلهم دلوقتي يفضلوا ماسكين الآي باد والموبايل لحد ما يناموا قدامه!".
اخبار ماسبيرو.. برنامج خاص لصفاء حجازي في عيد الأم بالإذاعة غدا
في كل أسبوع تحضر بسنت رفقة ابنيها حمزة وسليم من منزلها في مدينة الشروق إلى بيت الأم بمنطقة جسر السويس في مصر الجديدة، يكون المتسع أمام الجدة لتراقب سلوك الابنة مع طفليها، تعقد رأسها المقارنة ذاتها دون أن تدري، حتى في أبسط الأشياء وأقلها أهمية، بالرغم من أنها تؤكد طوال الوقت ان بسنت أم عاقلة أكثر منها حينما كانت في مثل سنها: "بسنت أعقل مني كتير لما كنت في سنها وهي وإخواتها كانوا في سن حمزة وسليم، كنت طول الوقت بذاكر لهم ووراهم في الأكل والشرب ومضيقة عليهم، لكن بشوف بسنت سايبة الأولاد بحريتهم في المذاكرة والأكل بتقولي إنهم كدة هيكونوا أكثر مسئولية ومعتمدين على أنفسهم".
تختلف اهتمامات وأولويات سحر بالتأكيد عن أولويات الابنة “بسنت” بالرغم من أنها تربت في البيئة ذاتها، وتلقت نصائح التربية والعناية بالاولاد من الأم فقط، إلا أن بسنت اتخذت منحى أكثر حداثة مما مضى، "ماما كانت مهتمة أكثر بمذاكرتنا أكثر من أي حاجة تانية، أنا لأ أنا بالنسبة لي أهم شيء الرياضة والتمارين اللي بيقوموا بيها في النادي".
ويقترب عيد الأم وتقترب معه لحظة الاجتماع الأخوي لاختيار هدية ست الحبايب، والتي تكون مجهزة سلفا منذ كانت بسنت وإخوتها في المرحلة الإبتدائية: "بسنت وإخواتها كانوا كل سنة يشتروا لي كوبايات"، فتود من الجهة الأخرى بسنت قائلة :"وهنجيب السنة دي كمان كوبايات"، أما الأحفاد فلا هدايا على الإطلاق: "ولاد بسنت مش بيجيبوا لنا هدايا، لكن أنا بحب أنكشهم واقول لهم هزعل لو مشترتوش هدايا، لم تعد هدية عيد الأم ضمن الأولويات.. ربما.
مفارقات عدة يمكن رصدها بالبقاء مع أم وابنتها، كلتاهما تنتميان لجيل وفترة زمنية مختلفة، لكنهما حملتا اللقب ذاته "الأم"، وكانت لكل منهما فلسفتها في تربية الأبناء، تبدلت الأحوال ولعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في حياة الفرد منا، حتى أنها أثرت على نمط تربية الأولاد في المنزل.. تابعوا المناظرة وقارنوا بأنفسكم بين أمهات الخمسينات Vs أمهات العشرينات.