حكم الشرع فيمن يعلق على كلام الإمام أثناء صلاة الجمعة؟
حكم الشرع فيمن يعلق على كلام الإمام أثناء صلاة الجمعة؟ أحيانا ينادى للصلاة يوم الجمعة ويبدأ الإمام الخطبة فيخطئ فى بعض المواضع فيقول له مصلُّ لقد أخطأت فى كذا فيقول مصل آخر له صلاتك باطلة لأنك تحدثت أثناء خطبة الجمعة فما موقف الشرع فى هذا؟
يجيب فضيلة الدكتور صبرى عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر:
اتفق الفقهاء على أن خطبة الجمعة واجبة وهى شرط لصحة صلاة الجمعة، واتفقوا ايضا على أن الخطبتين شرط فى انعقاد الجمعة، واستدل جمهور على ذلك بما أخرجه الإمام البخارى فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (صلوا كما رأيتمونى أصلى) وذلك لأن الخطبتين أقيمتا مقام الركعتين وكل خطبة تقوم مقام ركعة فالاخلال بإحداها كالاخلال بإحدى الركعتين.
أما بالنسبة للإنصات والاستماع إلى خطبة الجمعة فإن جمهور الفقهاء قد اتفقوا على أن الاستماع إلى خطبة الجمعة واجب وهذا معناه أن يحرم على المصلى أن يتكلم أثناء الخطبة.
واستدل الفقهاء على ذلك بقول الله تعالى (واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) واستدلوا ايضا بما رواه الامام البخارى فى صحيحه عن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم (اذا قلت لصاحبك انصت والامام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت) لكن اذا كان الكلام لمصلحة كتصويب خطأ للامام الذى يخطب او ارشاد الامام الى امر هام فلا خلاف فى ذلك وذلك لما اخرجه ابو خزيمة من حديث انس رضى الله عنه ان رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الجمعة وقال: متى الساعة؟ ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على السائل .
اقرأ أيضا:
تعقيم وتطهير مساجد جنوب سيناء قبل صلاة الجمعة | صور
وهناك امثلة عديدة وقعت فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفى عهد الصحابة الكرام ولم يثبت إنكار من أحد فدل هذا على ان الكلام مع الخطيب اثناء خطبة الجمعة إن كان لغوا فلا جمعة لمن لغا، أما ان كان الكلام لمصلحة او كان سؤالا مهما يعود على المسلمين بالنفع العام فلا حرج فى ذلك .