مرمطة مرضى العلاج على نفقة الدولة في مستشفيات قنا.. تأجيل جراحات الأطفال لأجل غير مسمي بسبب نقص الأطباء
شهدت محافظة قنا في الست سنوات الأخيرة تطورًا كبير في الخدمات الطبية، إلا أن الأوضاع في قطاعات كثيرة من الصحة لا تزال تعاني من نقص الخدمات وبخاصة قطاعي التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة.
التأمين الصحي
ففي عيادات التأمين الصحي اصطف العديد من السيدات يقفن وبأيديهن أطفال صغار لم يتجاوز البعض منهم سن العاشرة، وأخريات ينادين على الطبيبة التي رفضت مقابلتهن بحجة أنه ليس لديها ماتفصح به، بالاقتراب منهن أكدن في جملة واحدة "مفيش جراحين لإجراء عمليات لأطفالنا، وبعد إلحاح الكثير منهن خرج الموظف يقول لهم "الجراحين المكلفين بعمليات لأطفالكم فسخوا التعاقد ".
مني أحمد صابر، أحد أولياء الأمور حكت لنا تفاصيل ما تواجهه الأمهات في مستشفيات الحكومة بقنا قائلة :"قمت بإجراء فحوصات لابني وأشعة كما طلب مني الطبيب المعالج له، والذي كان مقررا أن يجري جراحة له واستئصال اللوزتين خلال الأسبوع الجاري، ولكني فوجئت اليوم بفسخ عقده مع المستشفى، ونحن لا ذنب لنا فيما يحدث وغير مقبول أن يتم التعامل معنا نحن وأطفالنا بهذا الشكل، إحنا مش معانا فلوس عشان كده جينا هنا وطفلي محتاج الجراحة عشان اللوز مأثره عليه".
والتقطت أطراف الحديث ثناء محمود الضوي، والدة طفل، مؤكدة أنه تم تحويلها على مستشفى قوص المركزي وهناك علمت أن العملية لن يتم إجراؤها قبل عامين بسبب كثرة الأعداد في قائمة الانتظار دون أي مراعاة لحالات الأطفال التي لا تتحمل كل هذه الفترة، مطالبة مسئولي التأمين بالتعاقد مع أطباء آخرين وعدم ترك المرضى بهذه الحالة.
قوائم الانتظار
وأكد يحي على السنوسي، أحد أولياء الأمور، أن أهالي المرضى يقفون بالساعات يوميًا في انتظار الأطباء المكلفين بالكشف وفي كل يوم يفاجأون بفسخ التعاقدات مع الأطباء بسبب تأخير الماليات عليهم بحسب قولهم، وهو الأمر الذي بدأ يتسبب في مشكلة كبيرة وتأخير في عمليات جراحية لأطفال قد تعرض حياتهم للخطر.
عجز الأطباء
من جانبه أكد مصدر بالتأمين الصحي رفض ذكر اسمه أن الأطباء يفسخون العقود بشكل مفاجئ، وهو الأمر الذي يتسبب في أزمة مع المرضي وذويهم، ونضطر إلى سد العجز ولكن بالطبع هذا الأمر يستغرق وقتا طويلا، مؤكدًا أن 80 % من جراحي الأطفال والنساء والتوليد والباطنة فسخوا العقود.
وأشار إلى أنه سيتم البحث عن بدائل لسد العجز وحال وجود أي حالات طارئة يتم تحويلها على المستشفيات بالمحافظة ومنها مستشفى التأمين الصحي والتي تقع على مساحة 10000 آلاف متر مربع وتضم 74 سريرا بالإضافة إلى نظام أكسجين مركزى و5 غرف عمليات مجهزة ووحدة عناية مركزة تضم 10 أسرّة ووحددة غسيل كلوى تضم 18 ماكينة كما يضم المستشفى معهدا ومدرسة تمريض بها 120 طالبة.
وسيتم تدعيم المستشفى بأجهزة للاشعة المقطعية وقسطرة القلب بهدف توفير كافة الخدمات الطبية للمرضى المترددين على المستشفى ممن يشملهم نظام التأمين الصحي. "كعب داير" حال مرضي العلاج على نفقة الدولة لم يختلف كثيرًا، حيث يقف العشرات منهم على أبواب مكاتب الصحة الخاصة بإنهاء إجراءاتهم التي كانت تستغرق عاما كاملا ثم أصبحت ستة أشهر وأخيرًا تغيرت إلى ثلاثة أشهر وهى مدة طويلة لأصحاب الأمراض المزمنة.
وقالت انشراح محمد ابنة أحد المرضى :" والدتي مريضة بالسكر ونعيد إجراءات الأوراق كل ثلاثة أشهر وتبدأ كعب داير على 12 مكتبا لإنهاء كافة الأوراق، وبعدها نجد الأدوية أو ننتظر حتى تأتي وهو ما يضطرنا للشراء من الخارج وفي فيتامينات لتنشيط الأطراف لم يتم صرفها منذ أكثر عام".
العلاج على نفقة الدولة
وطالب صابر محمود،مريض سرطان، وزيرة الصحة بضرورة عودة تجديد قرار العلاج على نفقة الدولة كل عام بدلًا من 3 اشهر، ومراعاة حالة المريض وعدم اشتراط اصطحاب المريض في جميع الأوراق.
من ناحيته قال مصدر بمديرية الصحة: إن هذا الإجراء متبع في جميع مستشفيات الجمهورية وليس في قنا فقط، مشيرا إلى أن المديرية تسعى لإعداد مكان مخصص لانتظار المرضي وذويهم ولكن وجود المريض مطلوب في جميع الأوراق طبقا للتعليمات.
نقلًا عن العدد الورقي..،