حرب "ميكروفون الإذاعة"..أردوغان يخطط لتشويه "صورة مصر" في أفريقيا.. والقاهرة ترد بـ"الاتفاقيات والبرامج الموجهة"
“دعم الإرهاب لا يكفى”.. استراتيجية جديدة يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيعمل على تطبيقها خلال الفترة المقبلة، وذلك فى إطار دعمه وإيوائه الجماعات الإرهابية، لا سيما جماعة الإخوان، التي تتخذ من الأراضي التركية منصة لإطلاق أكاذيبها ضد مصر.
أفريقيا
والمثير في الأمر هنا، أن مخططات “أردوغان” لم تتوقف عند حد الداخل المصري، لكنه بدأ في البحث عن الأماكن التي تتمتع فيها القاهرة بثقل سياسي وتاريخي، ومزاحمتها فيها.
فبحسب مصادر تحدثت إليها “فيتو”، فإن الرئيس التركي وجه بوصلة الإرهاب التي يمتلكها ناحية القارة السمراء، ليجعل منها ساحة جديدة لمعركته الخاسرة مع مصر، حيث شرع “أردوغان” في شراء ساعات عديدة من هواء إذاعات دول أفريقية عديدة، والتعاقد مع مذيعين من تلك الدول بأموال ومقابل مادي كبير للغاية؛ لبث مواد إعلامية ومحتوى يبعث به نظام “أردوغان” إليهم، على أن تجري إذاعتها باللهجات التي يتقنها غالبية سكان القارة مثل “السواحيلى، الزولو، والفولانية”، والتي يتحدث بها المذيعون عبر موجات الإذاعات ليستغل الرئيس التركي تلك الفترات في توجيه الرأي العام بدول القارة السمراء لمصالحه الشخصية، وبث السموم والأفكار الخاطئة ضد مصر.
مصر ترد
وكشفت المصادر أن القاهرة لم تكن مغيبة عن مؤامرات “ديكتاتور أنقرة”، حيث إنها كانت على دراية بتفاصيلها كافة، وبدأت بعض الجهات المعنية، وبالتنسيق مع الإذاعة المصرية التي تمتلك شبكة واسعة من الترددات في الإذاعات الموجهة لأفريقيا منذ ستينيات القرن الماضي، في التحرك لمواجهة “أردوغان”.
وكانت أولى الخطوات من دولة بوروندي الشقيقة، حيث وقع اتفاق الشراكة بين الهيئة الوطنية للإعلام (قطاع الإذاعة) وRadio Culture FM البوروندية لإعادة بث البرامج المصرية الموجهة باللغة السواحيلية إلى منطقة شرق ووسط أفريقيا كخطوة أولى تساهم في الرد على أكاذيب أردوغان.
وجرى توقيع الاتفاق في مقر السفارة المصرية في بوجمبورا، ووقع نيابة عن الجانب المصري السفيرة الدكتورة عبير بسيوني رضوان، سفيرة مصر لدى بوروندي، ووقعت مديرة إذاعة Radio Culture FM البوروندية عن الجانب البوروندي مساعد وزير الاتصالات والإعلام البوروندي.
وأعلنت السفيرة المصرية عن بدء عملية شراء المعدات والأجهزة اللازمة لبدء البث فورا من دولة بوروندي للبرامج المصرية الموجهة باللغة السواحيلية إلى منطقة شرق ووسط إفريقيا من بوروندي، وهي تجربة جديدة ورائدة تسعى الإذاعة المصرية إلى نشرها لمزيد من التواصل بين مصر وأشقائها في أفريقيا خاصة دول حوض النيل العظيم.
كشف المؤامرة
ولم يكن اختيار تلك الإذاعة تحديدا دون غيرها لتكون بداية لخطة مواجهة أردوغان وأكاذيبه محض صدفة، بل كانت تصرفًا مدروسا تماما، لا سيما أن إذاعة Radio Culture FM واسعة الانتشار وذائعة الصيت خاصة بين الشباب البوروندي، كما أن ترددها يغطي معظم منطقة شرق إفريقيا.
مواجهة ماسبيرو لـ ”أردوغان” ونظامه الداعم لجماعة الإخوان الإرهابية لم تقف عند حدود كشف مؤامراته في إفريقيا، بل قام مسئولو الإذاعة مؤخرا بالبحث عن حل لأزمة نقص أعداد المذيعين في البرنامج التركي بالإذاعات الموجهة، حيث لم يعد هناك سوى مذيع واحد في الإذاعة يجيد تلك اللغة، ويبث مواد تكشف الفساد والتجاوزات التي يقوم بها أردوغان ونظامه في معاملة الشعب التركي.
وفي إطار البحث عن حلول وعبر اتصالات وتواصل كبير من قبل مسئولي الإذاعة مع جهات مختلفة تم الاتفاق مع ثلاثة طلاب من دولة أوزبكستان يدرسون بالأزهر الشريف ويجيدون اللغات الأصلية في تركيا ليتم ضمهم للعمل في الإذاعات الموجهة، بما يساهم في ترجمتهم لكل ما ينشر عن تركيا، وتحليل المضامين وبث المعلومات الحقيقية عن أخطاء نظام أردوغان التي تخفيها وسائل الإعلام التابعة له.
وتحميل الإذاعات الموجهة إلى تركيا عبر شبكة الإنترنت ليدعم ذلك وصولها لأكبر شريحة مستهدفة من الجمهور في كل أنحاء تركيا.
نقلًا عن العدد الورقي.