رئيس التحرير
عصام كامل

يحيى شاهين.. سيدات في حياة «سي السيد».. أم كلثوم أنصفته فنيا ومجرية عزلته عن الحياة عامين

فيتو

«سي السيد»، بمجرد أن تسمع تلك الجملة تتذكر مباشرة الفنان القدير يحيى شاهين، صاحب أروع ثلاثية، لعملاق الأدب العربي نجيب محفوظ، والتي روى يحيى شاهين خلال إحدى لقاءاته التليفزيونية عن كواليس المشارك في تلك الثلاثية، قائلًا: «شخصية "سى السيد"، كانت تشبه شخصية والدي وقد بذلت فيها مجهودا فى أداء هذا الدور».

واعتبر يحيى شاهين هذا الدور هو الأهم بالنسبة له فى مشوار الفني، وإن حسن الإمام مخرج رائع في الأداء والإمكانيات ولديه إحساس مختلف وأعماله متميزة.

 

 

 

وتابع شاهين: «حسن الإمام على المستوى الشخصي خدوم لجميع ناس ويقف بجانب جميع الناس في الكواليس، ويعطى روح معنوية لأسرة الفيلم ككل، وأنه يعرفه منذ كان مساعد مخرج، وبأنه أخرج الكثير من الأفلام السينمائية الرائعة لذلك لقب بـ «مخرج الروائع»، لافتًا إلى أن الحظ كان معه بعد أن تعاون معه في ثلاثية نجيب محفوظ».

 

 

العنصر النسائي كان البطل في حياة الفنان الراحل يحيى شاهين، على المستويين الفني والشخصي.

 

على المستوى الفني كانت كوكب الشرق، أحد أهم العوامل في مسيرته الفنية، والتي ظل يتذكرها طيلة مشواره، وترجع حكاية يحيى شاهين مع كوكب الشرق «أم كلثوم»، إلى عام 1945 خلال مشاركته في فيلم «سلامة»، عندما اعتذر الفنان حسن صدقي عن الاشتراك في الفيلم أمام كوكب الشرق، الأمر الذي جعلها أن تقوم بترشيح الفنان الهاوي حينها يحيى شاهين.

 

 

 

وفي أحد أيام التصوير لاحظت أم كلثوم جلوس الفنان الشاب وقتها (يحيى شاهين)، يجلس منفردًا فكانت تصر على إزالة الرهبة بينها وبين فريق العمل، فكانت تتناول الطعام معهم، وفي إحدى المرات سألته عن أجره في الفيلم، فأبلغها أنه يتقاضى 150 جنيها، وأثار هذا الرقم غضبها، وسألت المخرج توجو مزراحي، قائلة: "كم كان أجر حسين صدقي؟"، فقال لها: 600 جنيه، فردت عليه في غضب: «كيف تعطي ليحيى هذا المبلغ؟ أليس الدور هو نفسه؟»، فقال لها إن حسين صدقي نجم مشهور بينما يحيى شاهين مازال في أول طريقه، فأصرت أم كلثوم على تصليح الوضع، وقالت له: "إذا لم تعد لشاهين باقي المبلغ فسوف أنسحب من الفيلم"، فما كان من المخرج إلا أن انصاع لموقفها وإعطاء شاهين باقي المبلغ.

 

 

 

أما على المستوى الشخصي فكان النقيض تمامًا ففي عام 1959 دخلت حياته سيدة مجرية مُطلقة، وأعجب بها شاهين وتزوجها وأنجب منها ابنتين، إلا أنهما لم يتفقا في حياتهما الزوجية، فقررت المجرية الانفصال بعد 6 سنوات من الزواج لاختلاف طباعهما وطريقة حياتهما.

 

 

 

وبعد الانفصال فوجئ بطليقته تغادر البلاد مصطحبه طفلتيه معها وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب بحالة اكتئاب وإحباط شديدين وعاش في عزلة لمدة عامين، ثم طلب من أقاربه أن يجدوا له زوجة أخرى تناسبه وتتفهم طبيعة عمله كفنان، وبالفعل وقع الاختيار على السيدة مشيرة عبدالمنعم، وأنجب ابنته داليا والتي استمر زواجها إلى ان توفاه الله في 18 مارس 1994 عن عمر ناهز الـ 77 عامًا.

 

 

 

ولد الفنان يحيى شاهين في جزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة يوم 28 يوليو 1917، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة عابدين.

 

واشترك في فريق التمثيل بالمدرسة حينها حيث ظهرت موهبته ولم يمض الا القليل حتى ترأس فريق التمثيل في المدرسة، وحصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية بقسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية. ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج.

 

 

 

وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحله الكبرى، ولكن شغفه بالتمثيل وموهبته دفعتاه إلى التباطئ في تنفيذ التعيين والانضمام إلى جمعية هواة التمثيل حتى سنحت له الفرصة والتقى بأستاذه «بشارة واكيم» و«أدمون تويما»، حيث كان مديرا للمسرح في دار الأوبرا الملكية وقد أعجب بموهبة يحيى شاهين واقترح عليه أن يتقدم إلى الفرقة القومية للتمثيل التي تطلب وجوها جديدة من الشباب.

 

 

 

فرص التمثيل على المسرح لم تتحقق لموسم كامل مما أقلق يحيى شاهين إلى أن بلغه ان الممثلة «فاطمة رشدي» بدأت تكون فرقة جديدة وأنها بحاجه إلى «جان بريميه»، فتقدم بالأداء وأعجبت جدا بتمثيله فاختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خليفة لفتاها الأول «أحمد علام» الذي انضم إلى الفرقة القومية والتي قد تركها يحيى شاهين وهنا بدأت رحلته الفنية.

الجريدة الرسمية