الطفولة المبكرة بوابة دخول طفلك في المجتمع
أكدت آيات ناجي الاختصاصية النفسية أن هناك دورا محوريا يقوم به الأصدقاء في حياة الإنسان، وتشكيل سلوكياته وتحديد مدى استجابته للعلاقات الاجتماعية، والذي يبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة.
وأشارت إلى ضرورة التمييز بين مستويين من التفاعل بين الأصدقاء يظهر المستوى الأول في نهاية السنة الأولى، حيث يستجيب لأي طفل يبادله الابتسام واللعب، وكأنه يبحث عن شبيه له، أو عن شخص تجمعه به عوامل مشتركة، إلا أن استجابته لا تتعدى بضع دقائق.
في حين يظهر المستوى الثاني من التفاعل في السنة الثانية في صيغة سلسلة من السلوك الموجه اجتماعيا ليدعم التفاعل الأكثر استمرارًا من المرحلة السابقة، ليبحث عن الأطفال الذين يشاركونه اهتماماته من حيث طبيعة الألعاب المشتركة بينهم، فهناك من يهوى التلوين، وآخر الآلات الموسيقية، حيث يستمر هذا الاهتمام بضع دقائق، وغالبًا ما يتركز حول موضوع ما.
أما في السنة الثالثة من العمر، فينمو التفاعل بين الأقران ويتطور تطورًا نوعيا، خصوصًا عندما يكون الطفل عضوًا في مجموعة مستقرة في دار حضانة أو في الروضة، ليشارك في علاقات متبادلة، مما يؤدي إلى تطوير سلوكياته بحيث يتمكن من المشاركة في تفاعل مع طفل واحد أو أكثر في نفس الوقت.
وأشارت إلى أن هذا النمو يرتبط بنمو العلاقات التفاعلية والقدرات اللغوية والإشارية التعبيرية التي تولد استجابات من عدة أصدقاء في الوقت نفسه، حتى يصبح قادرًا على الاندماج مع الآخرين، ليبدأ الطفل في السنة الرابعة من العمر في المبادرة في تكوين علاقات اجتماعية، والاختيار بين الأصدقاء وفق ميولهم والألعاب التي يفضلونها، لتبدأ الشخصية في التكوين.