ماسنجر.. قصة لقاح أمريكي يحبس العالم أنفاسه فى انتظاره للقضاء على كورونا
أكد مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، أنه يجب التركيز على الاختبارات وإجراءات الوقاية من كورونا.
وأضاف بنس خلال كلمته بالمؤتمر الصحى مع الرئيس الأمريكى، أن الالتزام بالإرشادات سيؤدي إلى تراجع انتشار الفيروس، مؤكدا أنه على الأمريكيين تجنب التجمعات كإجراء وقائي.
كذلك أعلن أن وسائل الإعلام ستطلق حملة توعية حول مواجهة المرض.
وتتدافع عشرات المجموعات البحثية حول العالم لإنشاء لقاح فعال لوباء كورونا، بدأت الولايات المتحدة الإثنين، في تجريب أول نسخة خاصة بها، بطريقة تختلف من حيث المكون وطريقة التجريب، عن الطرق المعتادة والمتبعة في صنع اللقاحات التقليدية.
وحسب موقع "الحرة" الأمريكى، اللقاحات التقليدية عادة ما تصنع من فيروسات غير نشطة أو ضعيفة تعمل على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة للفيروس.
وبدلا من إدخال فيروس ميت أو ضعيف في الجسم لتحفيز هذا التفاعل، كما تفعل اللقاحات التقليدية، عمدت شركة موديرنا للتكنولوجيا الحيوية من مقرها في بوسطن، إلى طرق أحدث لإنتاج لقاحها الجديد باستخدام أحد جزيئات الفيروس الجينية، ويسمى messenger RNA.
الشركة الأمريكية تتطلع إلى تطوير لقاح أسرع من حيث الإنتاج والفعالية ضد الفيروس المعروف باسم (SARS-CoV-2). اللقاح الجديد يرشد الجهاز المناعي للإنسان لبناء البروتين الفيروسي نفسه "messenger RNA" وأجسام مضادة، ينفصل عنها الجزء الفيروسي لاحقا.
وإذا كان اللقاح يعمل على النحو المصمم له، فيجب أن تمسك الأجسام المضادة ببروتين مميز موجود على سطح الفيروس يسمى protein spike، وهو الذي يمكن الفيروس من الالتصاق بخلايا الجسم والاندماج فيها.
وتشمل المزايا المحتملة لاستخدام mRNA في اللقاحات الوقائية، القدرة على تقليد العدوى الطبيعية لتحفيز استجابة مناعية أكثر فعالية، والجمع بين عدة جزئيات من mRNAk في لقاح واحد، بهدف الكشف السريع عن الفيروس، والاستجابة السريعة للتهديدات الوبائية الناشئة.
من الأشياء المميزة للقاح التجريبي الجديد، استخدامه في العلاج التجريبي للإنسان دون اختبار شامل في النماذج الحيوانية ، والتي عادة ما تكون بمثابة شرط أساسي صارم للاختبار البشري.
وقد تم اللجوء الى هذه الطريقة بسبب التفشي الحاصل للفيروس والذي غالبا ما يخلق ضغطا لتعليق الحقوق والمعايير والقواعد العادية للسلوك الأخلاقي.
وفي حين أن القفز إلى التجارب البشرية يمكن أن يدفع اللقاح إلى السوق بشكل أسرع ، هذه ليست سوى الخطوة الأولى.
فيجب أن يمر اللقاح الجديد من خلال ثلاث مراحل متكررة من التجارب السريرية قبل اعتباره آمنا وفعالا للاستخدام على نطاق واسع.
واذا ما سارت الاختبارات الأولية تسير على ما يرام ، قد يستغرق الأمر من 12 إلى 18 شهرًا قبل أن يصبح أي لقاح جاهزًا للاستخدام العام ، حسبما قال مدير NIAID الدكتور أنتوني فوتشي، للجنة الإشراف والإصلاح في مجلس النواب في 12 مارس.
تشمل عشرات الأشخاص الأصحاء عادة بين 20 إلى 80 شخصا ويتلقون جرعات مختلفة من اللقاح التجريبي.
والغرض الرئيسي من هذه المرحلة هو توفير معلومات حول كيفية تفاعل اللقاح مع جسم بشري سليم.
سيتلقى 45 متطوعا في التجربة الجديدة جرعات مختلفة من اللقاح الجديد المسمى mRNA-1273
وسيتم مراقبة المجموعة على مدى 14 شهرا. وسيتلقى المتطوعون حقنتين من اللقاح في الجزء العلوي من الذراع، بفارق 28 يوما بينهما.
وعلى مدار عدة أشهر، يراقب الباحثون كيفية تقبل كل متطوع للعقار وما هي الآثار الجانبية الشائعة التي تظهر كاستجابة للجرعات المختلفة. وعموما يمكن القول إنه لا مخاطر تنجم عن هذه المرحلة، لأن الجرعة المعطاه لا تحوي الفيروس نفسه.
ويحصل المشارك الأول على أقل جرعة من اللقاح وهي 25 ميكروجراما لكل حقنة، وفقا لـ NIAID.
وسيحصل ثلاثة آخرون على نفس الجرعة الأولية، فيما يتلقى أربعة آخرون جرعة 100 ميكروجرام من اللقاح، وسيتم تقييمهم بدقة قبل زيادة الجرعة.
إذا ثبت أن استجابة المشاركين على الجرعات المنخفضة مقبولة، ستتلقى مجموعة ثالثة من المشاركين 250 ميكروجراما من اللقاح لكل حقنة.
بالإضافة إلى مراقبة الآثار الجانبية، سيختبر الباحثون ما إذا كان اللقاح يثير استجابة مناعية عن طريق تحليل دم المتطوعين، بحثا عن أجسام مضادة ، وفقا لموقع ClinicalTrials.gov. التابع للحكومة الفيدرالية.
بعد المرحلة الأولى من اللقاح التجريبي، يجب اختبار الدواء في مجموعات أكبر من الأشخاص وعلى مدى فترات زمنية أطول تشمل المرحلتين الثانية والثالثة، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
تفحص تجارب المرحلة الثانية عادة عدة مئات من الأشخاص وتراقب المشاركين لفترات تتراوح من عدة أشهر إلى سنتين.
في المقام الأول، تعمل تجارب المرحلة الثانية كمقياس ثانوي للأمان، وتساعد الباحثين على تحسين جرعات الدواء المستهدف.
في هذه المرحلة، يختار الباحثون مشاركين ذوي خصائص محددة مثل العمر والصحة الجسدية ، التي تتوافق مع خصائص الأشخاص الذين يتم تطوير اللقاح من أجلهم.
معروف أن أي شخص يمكن أن يصاب بـ COVID-19 ، لكن المسنين ومن يعانون من حالات مزمنة هم أكثر عرضة لمخاطر المرض، لذلك يوضع هذا العامل في الاعتبار في تجارب المرحلة الثانية. عادة ما تتابع تجارب المرحلة الثالثة 300 إلى 3000 متطوع على مدار سنة إلى أربع سنوات، وفقا لإدارة الغذاء والدواء FDA.
شمول مجموعة أكبر من الناس في هذه المرحلة يمكـّن الباحثين من ملاحظة الآثار الجانبية غير المعتادة للدواء، وبإطالة فترة الدراسة، يمكنهم التقاط آثار جانبية طويلة المدى عند ظهورها.
يجب أن تثبت تجارب المرحلة الثالثة أن الدواء المستهدف يوفر الفوائد الطبية التي يقصدها. وإذا اجتاز اللقاح التجريبي هذا الاختبار، يمكن أن توافق إدارة الغذاء والدواء على الدواء للاستخدام على نطاق واسع.
بعد موافقة (FDA)، تخضع الأدوية للمرحلة الرابعة من التجارب السريرية، والمعروفة باسم "تجارب المراقبة بعد التسويق".
بمجرد دخول الدواء للاستخدام العام، يراقب الباحثون عدة آلاف من المتطوعين لتحديد الآثار الجانبية التي لم تظهر في التجارب السابقة وتتبع مدى عمل اللقاح على مدى فترات طويلة من الزمن، وفقا للمعهد الوطني للسرطان.
تسعى بعض الشركات إلى استخدام تقنيات أخرى بديلة وحديثة لإنتاج لقاحات للفيروس، مثل اللقاح المؤتلف أو ما يسمى بـ vaccine Recombinant.
"نوفافاكس" وهي أيضا شركة أمريكية تستخدم هذه الطريقة لإنتاج لقاحها، وتشمل استخلاص الشفرة الوراثية للبروتينات الشوكية ( Spike ) الموجودة على سطح الفيروس، وهي التي من خلالها يتمكن الفيروس من التعرف والالتصاق بالخلية البشرية والاندماج فيها.
وهذا الجزء من الفيروس تحديدا، هو الذي يدفع الجهاز المناعي إلى إنتاج أجسام مضادة لمقاومته.
وبعد ذلك تقوم الشركات بإنتاج كميات كبيرة من هذا البروتين عبر إدخاله في جينوم كائنات حية دقيقة مثل البكتريا أو الخميرة.
دراسة صينية تحدد أصحاب فصيلة الدم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
يشار إلى أن هناك لقاحات مؤقتة مطروحة أيضا على الطاولة بما في ذلك لقاحات قد توفر حماية للأشخاص لمدة شهر أو شهرين، بينما يتم تطوير خيار طويل المدى.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد دعا إلى التعجيل بصنع لقاح جديد لكوفيد-19 وقال إن "العمل يسير بسرعة كبيرة"، معربا عن أمله في أن يكون اللقاح جاهزا "قريبا نسبيا".