نشر ثقافة ترشيد المياه والحفاظ عليها واجب ديني
دعا علماء الاسلام على مر العصور إلى الحفاظ على الماء وعدم الإسراف فى استعماله وترشيد استهلاكه مؤكدين أن الماء نعمة الحياة وحق عام للبشرية يجب الحفاظ عليها فهل هذا من الدين ؟، يجيب الدكتور لطفى عفيفى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر السابق فيقول: “ان الماء هو عصب الحياة بل لا نبالغ إذا قلنا إنه هو الحياة كلها، فكل شئ كتب له الحياة كان بالماء، ولا يقتصر بذلك على الانسان فقط فيشمل جميع المخلوقات”.
ويقول الله تعالى (وانزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ) ولذلك تتصارع جميع الكائنات الحية على حيازة الماء والاستئثار به وتزهق الأرواح فى سبيل الحصول عليه وتنشأ الصراعات وتشتعل ضراوتها وتقام الحروب للسيطرة على منابع الماء والتحكم فيها لأهميته فى استمرار الحياة لكل المخلوقات.
ويقول الدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: كان للاسلام السبق فى إقرار مبادئ ترشيد الاستهلاك لكل ما فى يد الإنسان من نعم وثروات باعتبار أن الإسراف والتبذير من أهم عوامل الخلل في منظومة التوازن البيئي المحكم الذى وهبه الله سبحانه وتعالى للحياة والاحياء فى هذا الكون، وأقام الإسلام منهجه ـ وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم، فإننا نجد فيه آيات متعددة تتحدث عن الماء وأثره فى حياة الناس وفي المظاهر الكونية في قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حي)، وفى ذلك إشارة إلى قدرة الخالق عز وجل التى خلقت هذا الماء وترتب على هذا الخلق حياة الانسان.
أى أن هناك تلازم بين الإنسان، ووجود هذا الماء فعدم وجوده يعرض الإنسان للهلاك، كذلك نجد فى القرآن الكريم ما يدعونا إلى شكر الله عزوجل على نعمة الماء النعمة الجليلة فى قوله تعالى: ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ).
داعية إسلامي: المطر يطهر الناس ويبعد عنهم رجس الشيطان
لذلك وجب تذكر نعمة الله وعدم تعريضها للزوال بالتلوث، وذلك بالإحسان فى استخدامها دون إسراف ودون استهلاك فى غير ترشيد، حتى ولو كان فى الوضوء، وفي ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم لـ”سعد” وهو يتوضأ لاتسرف، وإن كنت على نهر جارٍ لا يتأثر بما يأخذ منه "، والمبدأ هنا هو ترشيد فيما ينفع ويفيد”.