شارك في مفاوضات سد النهضة.. من هو رئيس منظمة الصحة العالمية؟
مع تفشي فيروس كورونا في دول العالم، أصبحت بيانات ومؤتمرات تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، محط اهتمام المواطنين في دول العالم، نظرًا لحالة الهلع التي يعاني منها الكثيرون وسط مخاوف الإصابة بالفيروس.
إثيوبي الجنسية
يعد الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أكاديميا وخبيرا في الصحة العامة، وهو إثيوبي الجنسية إريتري المولد، بنى سمعته في مجال الصحة العامة كعالم في «الملاريا»، قبل أن يصبح وزيراً للصحة في إثيوبيا عام 2005، ثم يتولى منصب وزير الخارجية عام 2012. وبعدها انتخب مديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية يوم 1 يوليو عام 2017، ليصبح أول أفريقي يشغل هذا المنصب في تاريخ المنظمة البالغ عمرها 69 سنة.
الصحة العالمية تطالب جميع الدول بعمل ما يمكن لوقف انتشار كورونا
مفاوضات سد النهضة
اللافت في مسيرة «جيبرييسوس» أن مصر كانت على موعد معه على طاولة مباحثات «سد النهضة» أثناء توليه مسؤولية الخارجية الإثيوبية، وربما كانت مواقفه المرنة إلى حد ما، هي التي دفعت مصر إلى إعلان تأييدها المبكر له عند ترشحه للمنصب.
والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي ب«أدهانوم» في أول زيارة له إلى مصر بعد توليه منصبه الحالي في أغسطس الماضي، والتي أشاد خلالها الأخير بالخدمات الصحية التي تقدم للمصريين على مستوى عالٍ من الجودة، وذلك من خلال المبادرات الرئاسية العديدة والمتنوعة في هذا الإطار.
في هذا الصدد تقدير المنظمة البالغ للجهود غير المسبوقة لمصر على المستوى الدولي، لتصبح مصر مثالاً يحتذى به في الإرادة السياسية للعناية والارتقاء بالحالة الصحية للمواطنين.
الصحة العالمية: جميع الدول ملزمة بإبلاغنا بإصابات كورونا خلال ٢٤ ساعة
وأشاد رئيس المنظمة آنذاك بالنجاح الذي حققته مبادرة «100 مليون صحة»، التي باتت تمثل نموذجًا ملهمًا في مجال المسح الطبي على المستويين الإفريقي والعالمي، لا سيما فيما يتعلق بالعدد الضخم وغير المسبوق في التاريخ للمواطنين الذين شملهم المسح مع توفير العلاج الكامل لهم بالمجان، إلى جانب تميز عملية المسح بالسرعة والدقة في الأداء.
مشيرًا إلى أن حرصه على إتمام زيارته إلى القاهرة جاء لإطلاق تقرير بعثة التحقق التابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن مبادرة 100 مليون صحة، الذي سلمه للرئيس السيسي خلال المقابلة؛ حيث أشاد التقرير بالجهود الكبيرة للحكومة المصرية في إطار مسح وعلاج فيروس سي، وكذا اكتشاف الأمراض غير السارية، فضلاً عن تضمين التقرير نشر التجربة والخبرة المصرية في القضاء على فيروس سي للاقتداء بها على مستوى العالم، خدمةً للبشرية والإنسانية جمعاء.
تيدروس الذي تولى مهام منصبه بعد فترة وجيزة من انتهاء تفشّي فيروس “إيبولا” في غرب أفريقيا، وكان قد جادل كثيرون من النقاد يومذاك بأنه كان من الممكن التقليل من خطره لو كانت جهود منظمة الصحة العالمية أكثر فاعلية لاحتواء العدوى في بداياتها. وحالياً، بعد سنتين، لا تبدو مهمة تيدروس أسهل بكثير، إذ عاد «الإيبولا» مرة أخرى للظهور في الكونغو. وهو يواجه الآن مهمة أخرى تبدو أصعب من سابقتها، وهي «كوفيد 19» أي فيروس «كورونا» المستجد.
مع هذا، تعاملت منظمة الصحة العالمية مع الوباء الجديد، تحت رئاسة تيدروس، بشكل مختلف عن تعاملها مع “إيبولا” عند تفشيه في غرب أفريقيا عام 2005. وحسب رسائل إلكترونية مسربة، نشرتها محطة “فرانس 24” يوم 7 فبراير الماضى، انتظرت المنظمة شهرين لإعلان حالة الطوارئ في غرب أفريقيا مع وباء “إيبولا”، مراعاة لتلك الدول التي قد تنظر لمثل هذا الإجراء على أنه يشكل تهديداً لاقتصادها، لكنها في الحالة الصينية أعلنت حالة الطوارئ سريعاً. إذ أعلنتها في 31 يناير من العام الحالي بعد نحو شهر من ظهوره، رغم التعهدات الصينية باتخاذها ما يلزم للسيطرة عليه.
ومن المفردات التي دائماً ما تتردد على لسان تيدروس، حتى في الأزمة الأخيرة، هو الخوف من انتقال الوباء إلى الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة، وهو ما ينسجم مع اهتماماته قبل أن يصبح مديراً عاماً للمنظمة، التي قد يرجعها البعض إلى انتمائه لأحد البلدان الأفريقية النامية. هذا الأمر لا ينكره الرجل، إضافة إلى وجود دافع شخصي وراء ذلك. إذ شغل تيدروس قبل انتخابه مديراً عاماً للمنظمة منصب وزير خارجية إثيوبيا في الفترة الواقعة بين عامي 2012 و2016.
الصحة العالمية: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بكورونا
أما موقع منظمة الصحة العالمية، فيشير إلى أن تيدروس نشر طوال حياته المهنية العديد من المقالات في المجلات العلمية البارزة، وحصل على جوائز وشهادات اعتراف بأعماله من جميع أنحاء العالم. كذلك فإنه حصل على العديد من الجوائز، منها وسام صربي عام 2016، ومُنِح في عام 2011 جائزة جيمي وروزالين كارتر للشؤون الإنسانية تقديراً لإسهاماته في مجال الصحة العمومية.
فضلاً عن ذلك، سمي واحداً من 50 شخصًا سيغيرون العالم في عام 2012 من قبل مجلة «وايرد» الأميركية، التي كتبت أنه استخدم تقنيات مبتكرة لإنقاذ حياة ملايين الإثيوبيين، وبدلاً من بناء مستشفيات باهظة الثمن، دشن برامج لتدريب 35000 عامل صحي، كما أصبح بإمكان النساء في عهده الوصول إلى برامج تنظيم الأسرة، وأصبح بمقدورهن الآن التخطيط لتوقيت أطفالهن والمباعدة بين الولادات. وتلقى الأطفال في عهده لقاحات منقذة للحياة وعلاج الأمراض القاتلة مثل الالتهاب الرئوي و«الملاريا» والإسهال. وخلال خمس سنوات، خفّض عمله من معدل وفيات الأطفال الإثيوبيين دون سن الخامسة بنسبة 28 في المائة.