كارم محمود: بدأت الغناء بالاذاعة مقابل 17 جنيها
فى مجلة الشرق الاوسط عام 1985 وفى حوار مع المطرب المصرى الفنان كارم محمود ( ولد فى مثل هذا اليوم 1922 ورحل 1995 )عن بدايته الفنية يقول:
بدأت حياتى الفنية كأي هاو ومنذ ان كنت فى الثامنة من عمرى فى مدينة دمنهور وذلك فى الحفلات المدرسية وجلسات الاصدقاء والعائلات، كنت اشعر بميل غريزى نحو تتريد اغانى المشاهير فى ذلك الوقت وصقل موهبة الاداء بتقليد الاصوات الغنائية المعروفة آنذاك وكنت اجد تشجيعا كبيرا ممن حولى .
عندما اتممت دراستى الثانوية قررت المضى فى طريق بلورة الهواية وتغذيتها بعوامل الدراسة الصحيحة لفن الغناء ودراسة الموسيقى العربية وقواعدها . اسرعت بالالتحاق بالمعهد العالى للموسيقى العربية فى القاهرة والذى كان معروفا وقتئذ باسم معهد فؤاد الاول للموسيقى العربية الى ان تخرجت وبدأت حياتى فىالاذاعة المصرية بأداء او وصلتين غنائيتين . كانت الاذاعة حينئذ ابرز وسائل الاتصال الجماهيرى الواسع فلم يكن هناك تليفزيون او شريط تسجيل او فيديو مما تعرفه الاجيال الحالية ،وبمجرد ان تفتح الاذاعة ابوابها وتسلم ميكروفونها لأحد الاصوات الغنائية كان ذلك شهادة اعتراف رسمية يحصل عليها الفنان ليؤكد بها معالم طريق المستقبل .
فى ذلك الوقت لمتكن هناك اصوات كثيرة كما هو الحال الان فقد كان هناك ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب اكثر الاصوات الغنائية التى تنطلق من ميكروفون الاذاعة بالاضافة الى اصوات اللبنانيتين العملاقيتين لورد كاش وفتحية احمد ثم رجاء عبده وابراهيم حمودة ومحمد عبد المطلب زالزميل العزيز الراحل عبد العزيز محمود وبالطبع تسجيلات من سبقونا مثل سيد درويش وداوود حسنى وصالح عبد الحى . كان اول اجر تقاضيته من الاذاعة عن اول وصلتين 17 جنيه مصرى وهذا المبلغ الذى يبدو متواضعا الان كان يساوى مئات الجنيهات الان بالمقارنة بقيمة الجنيه فى الاربعينات مع قيمته فى التسعينات .
والغريب ان هذا الاجر كان شاملا اجور اعضاء الفرقة الموسيقية ايضا وكم كنت سعيدا به آنذاك لانه لم يكن يقل عنالاجر الذى يتقاضاه محمد عبد الوهاب فى ادائه لأغانيه ، اما آخر أجر تقاضيته فكان من حفلة عامة بالاذاعة المصرية اربعة الاف جنيه .
وانا من جهتى لم اهتم ابدا بالناحية المالية وان كنت ارى ان اربعةالاف جنيه عام 1992 تساوى تقريبا 17 جنيه فى الاربعينات .
إذاعة البرنامج العام تحتفل بذكرى ميلاد محمد عبد الوهاب
وأخيرا احمد الله انى مازلت من الرموز لالتى تشكل حقبة الغناء فى التسعينات التى يعشق ابناؤها الاستماع الى اغنيانى مثل (على شط بحر الهوى نزلت مراكبنا ) و (سمرا ياسمرا ) وغيرها .