لماذا تعادي الإخوان حرية المرأة وتسعى لتحجيمها ؟.. السيد شبل: تحكمها أفكار رجعية لعزل حواء وحبسها.. ودحروج: مصلحة التنظيم تقتضى ذلك
تكشف الأحداث شيئا فشيئا خطط جماعة الإخوان الإرهابية تجاه المجتمع المصري، خلال العام الذي حكموا فيه البلاد، لم يقف التآمر على المؤسسات الأمنية والأوساط الثقافية والسياسية بل امتد إلى أذى الجماعة للمرأة المصرية، التي حاولوا إغلاق المنافذ عليها وحصارها لتعود إلى الخلف دائما، وهو ما أفصحت عنه ميرفت التلاوي، الرئيس السابق لمنظمة المرأة العربية، حيث أكدت أن الإخوان كانوا يسعون لإلغاء المجلس القومي للمرأة، لكنها تصدت لهم بشدة.
بحسب “التلاوي”، كان الإخوان يسعون لضم القومي للمرأة لمركز البحوث الاجتماعية، والهدف من ذلك هو إلغاء كلمة إمرأة، حتى لا تصبح عنوان واضحة وقضية منفصلة، ولهذا رفضت تماما هذا المقترح وعملت على إجهاضه.
داعية سلفي: الإخوان لن ينسوا لمصر إفشال مشروعهم
الكاتب والباحث السياسي السيد شبل، يرى أن جماعة الإخوان، شأنها شأن جميع التنظيمات الدينية المتطرفة تحكمها أفكار رجعية تحدّ من دور المرأة وتحاصره، تحت زعم "الحفاظ عليها وصيانة أنوثتها"، وهو الأمر الذي ينتهي في الحقيقة إلى ترسيخ عام لأفكار الضعف والجبن والتردد في المجتمع ككل.
وأوضح أن دفع المرأة لكسر الطوق والمساهمة العامة، يعزز من قوة المجتمع ككل ويسلّحه بالإيجابيه، لأن إخراجها من شرنقتها هو في جوهره رفض للضعف والسلبية والكيد والسذاجة العاطفية، وهي الأفكار التي التصقت بالمرأة تاريخيا بسبب قهر اجتماعي تعرضت له نتيجة لضعفها الجسدي وتركيبتها البيولوجية، وفي استمرار وضع المرأة المنعزل تحت لافتة طبيعتها الأنثوية مباركة ضمنية للقيم السلبية، بينما الواجب تحدي تلك القيم بل وتحدي الطبيعة نفسها وتسخيرها، كما يفعل الإنسان على مر التاريخ.
وأضاف أن التنظيمات الدينية بأفكارها السلفية وبنهجها الجامد الرافض للتجديد والإبداع من المؤكد أن تنتهي إلى قهر الإنسان على العموم ذكرًا كان أو أنثى، فتلك التنظيمات تعمل على وأد طاقة الحياة داخل البشر، لكن ضررها سيبدو في حالة النساء أكثر لضعف قدرتهن على المواجهة المباشرة والتمرد.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تميل في رؤيتها الاقتصادية نحو الأفكار الليبرالية وتحجيم دور الدولة ومباركة الخصخصة، وهذا ما يؤدي في بلاد العرب والعالم الثالث إلى تدهور عام في الاقتصاد وتراخي للتنمية فنصبح مجرد أسواق لمنتجات الغير أو أماكن لجلب الموارد، مردفا: عندما تكون البلاد على هذا الحال، تقل فرص العمل في العموم ويتراجع دخل المواطن، وتظهر الآثار السلبية لذلك في حالة المرأة بأن تفقد الفرصة لأن تكون عائلة لنفسها، فتصبح عالة على غيرها وتخسر استقلالها الاقتصادي الذي هو ركيزة أساسية في نضالها لنيل حريتها الاجتماعية.
واختتم: فتاوى تحريم عمل المرأة، والتي باركها الإخوان، كانت في حقيقتها على هوى الدولة في هذا التوقيت، والتي تخلت منذ أن بدأت سياسة الانفتاح عن دورها في التخطيط الاقتصادي بما يضمن توفير الوظائف، مردفا: عندما يذمّ رجال دين في عمل المرأة، فإن هذا اوتوماتيكيا يحجّم من قدرة الفتيات على المطالبة بفرص عمل، بل ويجعل قطاع من المجتمع معادي لمطالباتهن تلك، فتستريح الحكومة من هذا العبء، على حد قوله.
أما الشيخ محمد دحروج، الداعية الإسلامي والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن نظرة الإخوان للمرأة كنظرتهم لملفات كثيرة نظرة وظيفية بحته، يتم استثمارها حسبما تدعوا الحاجة إليه .
وأوضح دحروج أن التنظيم يلعب بهذه الورقة دون أدني خجل أو تحفظ علي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل الجماعة وخارجها دوليا وعربيا وإسلاميا، لافتا إلى أن الإخوان كانوا يوظفون قسمي الأخوات والفتيات الذي يستخدم الان ويشارك في كل الأنشطة المشروعة وغير المشروعة لتعظيم مكاسب الجماعة من دور المرأة.
وأضاف: أما عن سبب سعيهم لإلغاء القومي للمرأة، فهي علي طريقة انسف حمامك القديم، ولكنك لا تستغني عن حمام جديد علي غرار خطة تغيير المؤسسات القومية المصرية وليس ببعيد عن الأذهان الضغوط التي مورست لعزل المستشارة تهاني الجبالي من المحكمة الدستورية وعليه فإن المقصود هو إعادة تشكيل المجلس بما يناسب توجهاتهم وبما يخدم مصالحهم.
