مفتي الجمهورية السابق يكشف عن كنز الإنسان غير المستغل
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، أنه ينبغي على المؤمن أن يحفظ قلبه من كل خاطر ردي وأن تطرده وأن تنظفه؛ فإنه محل لسطوع شموس المعرفة، فلابد عليك أن تحرس قلبك، وحراسة القلب لا تتأتى إلا بالمراقبة، فدائما يراقب الإنسان نفسه حتى يحرس قلبه كما حُرست السماء والتي فيها مطالع أنوار الأكوان بالشهب حتى لا يعتدي عليها معتدٍ ويجعلها شهابا رصدا، فكذلك لابد أن تحرس قلبك من هذه التغيرات التي تحدث في الأرض من شهوات ورغبات وحجب.
وأوضح أن نور القلب في داخل القلب لكن تحجبه الذنوب والمعاصي، وكان سيدنا أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يقول: «لو كُشف عن نور قلب المؤمن العاصي» انظروا للكلام المؤمن العاصي لأنه مؤمن لأن بعض الناس تقول : هذا مؤمن وعاصٍ فكيف يكون له نور ؟ لأن الإيمان له نور لو كشف عن نور قلب المؤمن العاصي لطبق ما بين السماء والأرض بالإيمان، إذن أنت معك كنز فلابد عليك أن تستغل هذا الكَنز وتعلم هذا الكنز، لا تستقل هذا الكنز واحترم هذا الكنز واعمل لله به.
أول تعليق من الأوقاف على بيان هيئة كبار العلماء
وأضاف: سيدنا ابن عطاء الله السكندري يقول: «نورٌ في القلوب مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب» فإذا حصل وجليت عما في قلبك من نور بالطاعة والذكر والالتزام والديمومة والتعرض لنفحات الله ، أو التعرض لنفحات الله في أماكن نفحاته، إذا فعلت ذلك وجاءك وصادفك النور الذي هو ممتدٌ من خزائن الغيوب فتغرق في النور.
واستطرد قائلا: هناك نور في القلب ينتظر ويتشوف أن يتعشق مع النور الوارد من خزائن الغيوب، فنبه على ذلك بألطف عبارة وقال: «هذا التوافق بين ذكرك وطاعتك وعملك، وبين توفيق الله لك، والتوافق بين نيتك واختيارك الصالح، وبين أمر الله فيك بأحسن عبارة» هذا التوافق فيقول: «نورٌ مستودع في القلوب مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب» فإذا حدث هذا المدد والاتصال بين النورين فإنه يتم النور.
