عادل عبدالحفيظ يكتب: مسئولو قنا بين التنين وتصرفات الصغار
فى الأزمات تظهر القدرات.. هذه قاعدة معروفة يتم فيها قياس قدرة أي إنسان على التعامل فى وقت الأزمة ومن خلالها يتم تقييمه بحيادية ودون مجاملة أو تجميل.
فى أثناء أزمة سوء الأحوال الجوية التى ضربت القطر المصرى وهجوم إعصار التنين على عموم أرجاء المحروسة ظهر جليا أن هناك مسئولين لاتظهر قدراتهم إلا وقت الأزمات ولم نستطع أن نقيَّمهم بشكل حقيقي.
وأيضا هناك مسئولون أو صغار المسئولين يتحدثون عبر هواتف الأزمات ويلتقطون الصور بجوار أعمدة الإنارة ويصرخون فقط من مكاتبهم دون إنجاز على الأرض وبعضهم فضل الإجازة بمجرد علمه بما سيحدث.
ساقتنى الأقدار وبحكم الموطن والعمل أن أتعامل عن قرب مع محافظ قنا الجديد ولأول مرة؛ اللواء أشرف الداودي أحد رجالات القوات المسلحة والقوات الجوية بالتحديد.. ولأن هناك من حاول أن يجعل بينه وبين أبناء المحافظه مساحة لأسبابه الخاصة وخشية افتضاح فشلهم عبر سنوات.. لم نستطع أن نتعامل مع الرجل عن قرب.
عادل عبد الحفيظ يكتب: الفراعنة "غاضبون".. ووزارة الثقافة غائبة
ولكن وقبل وأثناء الإعصار والعاصفة الترابية غير المسبوقة التى ضربت صعيد مصر, اكتشفنا جميعا أننا نتعامل مع رجل من طراز ربما يكون فريدا ولكنه متكرر لرجال القوات المسلحة.
الرجل قاد غرفة عمليات لمدد استمرت أكثر من 18 ساعة متواصلة وهو يتلقى بلاغات الأهالى على هاتفه الشخصى ولم يمل أو يكل, يتعامل مع أصغر صحفى مبتدئ يسأله عن الخسائر والأرقام وبإلحاح ولم يضق ذرعا أبدا من الأسئلة, تجول فى أعتى ساعات العاصفة مترجلا وملتصقا بالمواطنين فى لفتة غير طبيعية والغريب قبلها فقط 48 ساعة كنا نجلس معه ووجهنا انتقادات حادة لسير العمل بالمحافظة وبعض الأحداث الأخيرة التى شهدتها وظل يشرح ويبرر دون كبرياء أو غرور غالبا يصاحب الكثير ممن حوله.
يأتى هذا فى حقيقة الأمر فى وقت فشل معظم رؤساء المدن بقنا فى التعامل مع الأزمة سوى بعض المدن وتحديدا مدينتى؛ قنا – نجع حمادى.. ولأسباب تتعلق بالقيادة هناك ذاتها.
لك أن تتخيل أن أبو تشت؛ أكبر مدن قنا ورغم انهيار ثلاثة منازل وإصابة 8 أشخاص ومصرع طفل إلا أن غرفة العمليات هناك لم تحرك ساكنا بل ورفعت تقريرًا غير صادق عن استقرار الأوضاع رغم انقطاع الكهرباء 30 ساعة وانقطاع المياه 14 ساعة فى كثير من المناطق.
وجب توجيه تحية لقيادة تربت فى مصنع الرجال مثل اللواء الداودى.. بسيطة ومتواضعة.. وتعمل لله أولا ثم للوطن فقط.. وليت من حوله يتعلمون ذلك.. بداية من نائبه الذى لايجيب هاتفه أبدا إلا على من يختارهم.. ونهاية برؤساء مدن لا يجيد بعضهم سوى التصوير والصراخ عبر هواتف الأزمة.