"لعبة" هشام ماجد وشيكو.. عودة الكوميديا للدراما المصرية
في الوقت الذي عانت فيه الدراما المصرية مؤخراً من غياب المسلسلات الكوميدية، وإستبدالها بمسلسلات عديمة اللون والطعم تعتمد على "الاستظراف" أو "الافيهات المحروقة"، ظهر مسلسل "اللعبة" على منصة "شاهد.نت" ليعيد للكوميديا حقها المهدور على مدار سنوات تم خلالها إنتاج مسلسلات سيئة تم تصنيفها ظلماً على أنها مسلسلات كوميدية.
السعادة التي تتملكك عند مشاهدة مسلسل "اللعبة" لن تكون نابعة فقط من كون المسلسل كوميديا وخفيفا، ولكن لكونه سيعطيك الأمل بأن هناك كتاب أخرين مثل أحمد سعد والي ومحمد صلاح خطاب وإبراهيم صابر، بالإضافة إلى المشرف على الكتابة فادي أبو السعود، لديهم القدرة على إعادة الكوميدية إلى مكانتها الطبيعية، بعدما مل الجمهور من الأعمال التي شاهدها مؤخراً خاصة في سباق رمضان الدرامي خلال الأعوام الأخيرة، فلن نظلم أحد إن قلنا أن معظم تلك المسلسلات كانت "سخيفة"، وأن أفضلها كان مسلسل مسلي وليس كوميدي بالمعنى الحقيقي.
أكرم حسني يهنئ شيكو وهشام ماجد بمسلسل "اللعبة"
ثنائية هشام ماجد وشيكو.. وحبكة كوميدية جديدة
يعتبر هذا المسلسل هو الأول لهشام ماجد وشيكو بدون أي مشاركة من أي نجوم أخرين، فخلال تجربتهم الأولى في مسلسل "الرجل العناب" عام 2013 كان يشاركهم البطولة أحمد فهمي، وخلال تجربتهم الثانية في مسلسل "خلصانة بشياكة" عام 2017 كان يشاركهم البطولة أحمد مكي، أما هذه المرة فكان الثنائي بدون شريك.
تدور قصة اللعبة حول "مازو" و"وسيم"، الصديقان اللذان بدأت بينهم منافسة قوية في المقالب بدأت مع دخولهم للمدرسة، منافسة لا تنتهي، واستمر الأمر حتى أصبح "لعبة" محببة لديهم، وظل الثنائي يلعبان بدون قواعد أو قوانين تحكم الأمر حتى تزوج كلاً منهما من شقيقتين "شيماء" و"إسراء"، ليضعا قاعدة واحدة وهي عدم إدخال البيت أو العائلة في تلك اللعبة، ولكن "مازو" (هشام ماجد) لا يلتزم بالقاعدة ليتسبب في حريق كبير في كشك أسفل عمارتهم، ليذهب الثنائي لقسم الشرطة وهناك يجبرهم الضابط على كتابة تعهد بعدم استكمال اللعب.
فجأة تتحول حياة "مازو" و"وسيم" بعدما يصل لكلاً منهما تليفون حديث مخصص للاتصال بشخص واحد، ويرسل هذا الشخص فيديو يؤكد فيه أنه تم إختيارهما للمشاركة في لعبة جديدة، وسيطلب منهم مهام يجب تنفيذها في وقت محدد ليفوز أحدهما، حيث سيطلب منهم تحديات صعبة مثل المبيت في قسم الشرطة ليلة، والغناء في عزاء أحد جيرانهم وخطف أحد الأطفال وغيرها من الطلبات الكوميدية الصعبة التي تنتج مواقف كوميدية مع محاولاتهم المتكررة في تنفيذ الطلب الواحد أكثر من مرة ليحصل الفائز على الجائزة التي تزيد مع تحدي بعد الآخر لتصل في أخر تحدي إلى 3 ملايين جنيه.
وفي النهاية يكتشف الثنائي مفاجأة كبيرة بأن الشخص الذي دبر لهما كل ذلك كانا يعرفانه منذ وقت طويل، وهو الأمر الذي سيفاجئ الجمهور أيضاً.
أداء مختلف
ما يجذب المشاهد للمسلسل هو الظهور المختلف لكل أبطال العمل، فأداء هشام ماجد وشيكو مختلف عن المعتاد، ظهور وأداء مغاير عن أدوارهم السابقة، هشام ماجد يقدم دور الشاب المستهتر الذي لا يهتم بأي شئ سوى اللعب، وشيكو يظهر في دور الموظف المثالي والزوج المخلص الملتزم، وهي أدوار جديدة عليهما ساعدت في خروج إنفعالات وافيهات جديدة منهما.
أما مي كساب فكانت مفاجأة المسلسل بأدائها لشخصية الزوجة العصبية، التي تعالج عند طبيب نفسي ويخشاها الجميع خوفاً منها، لتصبح مادة خام للسخرية، وميرنا جميل ظهرت في دور الزوجة والابنة المثالية والموظفة المظلومة، وساعدتها في تجسيد الدور ملامحها الرقيقة.
أضف لذلك الشخصية الجديدة التي يلعبها سامي مغاوري وهي "اللوا بسيوني"، الذي يدعى وجود نفوذ غير حقيقي له في وزارة الداخلية، وعارفة عبد الرسول التي تقدم دور جديد كوميدي تخرج فيه شخصية جديدة من شخصياتها المحببة للجمهور بسبب تلقائيتها.
الحوت الأزرق والعائلة.. أشياء مساعدة
ما يزيد من جعل المسلسل محبب ومسلي بالنسبة إليك بعيداً من أنه كوميدي هو الألفة التي بداخله، حيث يدور في إطار عائلي تماماً، فمع الوقت ينضم جميع أفراد العائلة للعبة، حتى في الأوقات التي يكونوا فيها بعيدين عن اللعبة يكون لهم دور في التأثير على الفائز بأحد الجولات، وهي نقطة أخرى في صالح المسلسل.
أضف لذلك قصة المسلسل التي تشبه إلى حد ما لعبة "الحوت الأزرق" التي كانت منتشرة منذ فترة وكانت تطلب من الأطفال الذين يلعبونها طلبات معينة حتى تصل بهم للإنتحار، وأدت لوفاة عدد من الأطفال، وبعيداً عن نتيجة هذه اللعبة، ولكن فكرة تشابه المسلسل مع حدث واقعى ربما يربط الجمهور أكثر بالمسلسل لشعوره بأن الأمر قابل الحدوث وليس مجرد فانتازيا درامية.
في هذا الوقت الذي يجلس فيه الكثير من الناس في المنزل بسبب خوفهم من فيروس "كورونا" يمكنهم الإستمتاع بمشاهدة المسلسل، الكوميديا تقتل تلك الأوقات شديدة الملل.