"أولاد الذوات".. أول فيلم ناطق في السينما المصرية
فى فترة الثلاثينيات كان حال السينما فى مصر هو الأفلام الصامتة التى تعتمد على الصورة فقط بدون صوت، فى تلك الفترة قدم الفنان يوسف وهبى روايته أولاد الذوات على مسرح رمسيس ولاقت نجاحا كبيرا، ففكر يوسف وهبى بتقديم الرواية فى فيلم سينمائى أيضا وقرر أن يتضمن الفيلم جزءا ناطقا تم تسجيله فى باريس، واختار صديقه المخرج محمد كريم لتنفيذ الفكرة.
ولأن الفنانة عزيزة أمير كانت قد قامت ببطولة الرواية فى المسرح، اختار يوسف وهبى بهيجة حافظ لبطولة الفيلم وحدثت مشاكل من بهيجة بطلب تعديلات فى دورها فاختار يوسف وهبى منتج ومخرج وبطل الفيلم أمينة رزق التى كانت قد قامت بدور زينب مع محمد كريم فى فيلم “زينب“ من إنتاج يوسف وهبى أيضا، وبدأ التصوير الذى استمر خمسة أشهر.
وكما ذكر الناقد أحمد رأفت بهجت فى مؤلفه (100 سنة سينما) بدأ العرض الأول للفيلم فى 14 مارس 1932، بدار سينما رويال لينطلق أول صوت عربى ينطق به ممثل مصرى فى السينما الناطقة، وعرض فى أربع حفلات يوميا ونصف الفيلم ناطق والنصف الآخر صامت.
واستمر العرض خمسة أسابيع ووصل عدد مشاهديه فى الأسبوع الأول 35 ألف مشاهد.
أولاد الذوات بطولة يوسف وهبى، أمينة رزق، دولت أبيض سراج منير، حسن البارودى، روحية خالد، كما شاركت فيه الراقصة بديعة مصابنى فى مشهد الزفاف.
والفيلم يحكى قصة خيانة حمدى بك لزوجته مع المرأة الأجنبية ويهرب معها إلى الخارج ليعيش حياة عابثة ويضيع مستقبله ويقتل عشيق حبيبته الأجنبية.
ثارت الجاليات الأجنبية على تصوير المرأة الأجنبية بالخيانة فكتبت صحيفة لابورس الفرنسية عام 1932 عن الفيلم قائلة: ليس من شك أن كثيرا من الناس الطيبين قد صدقوا أن هذا هو حال المرأة الأوروبية بالرغم من أن دورها كان كاريكاتير مشوه.. جمعوا فيها كل شيء ليجعلوها رمز رذيلة الغرب تقابلها فضيلة الشرق وهى الزوجة مما جعله فيلما رديئا ينطوى على الحقد مبنيا على التعصب.
اقرأ أيضا:
محمود حميدة: أسامة فوزي من أهم مخرجي السينما المصرية
ووصل الأمر إلى تقديم بعض الأجانب شكوى الى وزارة الداخلية ضد فيلم أولاد الذوات وقالوا إن فيه تعريضا للمرأة الأوروبية، وأوقفت الداخلية عرض الفيلم فى أول يوم عرضه وشكلت لجنة للحكم على الفيلم التى أجازت عرضه.