الشناوي يحكى قصة اللقاء الأول بين عبد الوهاب وعبد الحليم
فى حديث للشاعر مأمون الشناوى نشرته مجلة الفن مارس 1991 عن اللقاء الاول بين المطرب عبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب قال فيه : ذات يوم كنت مع الصديق محمد عبد الوهاب فى سيارة وإذا بصوت رقيق حالم يغنى (ياتبر سايل بين شطين ياحلو ياسمر ) هتفت وقلت :هوه ده الواد اللى حايكسر الدنيا .
نظر الى عبد الوهاب نظرة فيها الاف المعانى وقال : آه ..أنا سمعته ..مش بطال ، واظن اسمه عبد الحليم حافظ . ويكمل الشناوى حديثه بقوله : انتهت الاغنية والصمت ثالثنا انا وعبد الوهاب ، وبعد أيام ذهبت الى عبد الوهاب بمكتبه بشارع توفيق ، فوجئت بعبد الحليم جالسا بالمكتب كأنه واحد من اهل المكتب ، فقلت لنفسى وانا اعبر الى مكتب عبد الوهاب "الله هوه عبد الوهاب لحق " .
وفعلا كان عبد الوهاب قد "لحق"واستقطب اليه عبد الحليم بعد ان استدعاه ـــ ليس كمطرب يلحن له ، ولكن كمطرب ومعه المجموعة التى ظهر بها من الشعراء والملحنين وكتاب الاغانى ليعملوا معا فى الاغانى التى ستسجل على اسطوانات .، وفى افلام من انتاج عبد الوهاب .
كان عبد الوهاب بحاسته قد ادرك ان عبد الحليم هو الفرخة التى ستبيض ذهبا فاستقطبه وركنه لديه اكثر من عامين بحجة فيلم سينتجه له ، وكلما فاتحه عبد الحليم فى موضوع الفيلم كان يرد :إصبر ..ده فيلم مش اغنية .،وحتى يكون النجاح كبيرا وجيدا فلابد من التحضير الضخم له .
وامتدت الجلسات وطالت حتى فقد ثلاثى الفيلم ـــ المؤلف محمد مصطفى سامى ، والمخرج ابراهيم عمارة وعبد الحليم ــــ صبرهم فحملوا الفكرة وذهبوا بها الى المنتجة آسيا التى رحبت بهم وانتجت لهم فيلم "لحن الوفاء" غضب عبد الوهاب غضبا شديدا واصدر اوامره بعدم دخول عبد الحليم المكتب مرة اخرى بل وطرده اذا اقترب من الشارع الذى فيه المكتب علم عبد الحليم بما حدث فتألم لانه كان يعتبر عبد الوهاب مثله الاعلى وظل يتابع اخباره منبعيد ، الى ان التقيت به على ناصية شارع بوسط القاهرة’ حكى لى عبد الحليم ما اعرفه فطيبت خاطره ووعدت بالاصلاح بينهما .
اخبار ماسبيرو | ذكرى ميلاد عبدالوهاب بلغات العالم في شبكة الموجهات
وعندما التقيت بعبد الوهاب حدثته عن مقابلتى لعبد الحليم فقال :كنت اريد ان يكون ميلاده على يدى ،قلت له ولا يهمك اذا كان هو نجح فى التجربة الاولى فهذا مؤشر خير لشركتك ، فابتسم واتفقنا على الاتيان بعبد الحليم ليعتذر ، ولما حضر تظاهر عبد الوهاب بالغضب ولم يهدأ الا بعد ان قبل عبد الحليم رأسه .واصبحا صديقين وشريكين .