ذكرى عباس العقاد.. فارس الحرية والكلمة
أديب ومفكر وفيلسوف، وهو عملاق في حياتنا الأدبية والفكرية والثقافية، يعتز به العرب عامة والمصريين خاصة، لم يكتسب مكانته الرفيعة من وظيفة أو من جاه أو لقب علمى ، إنما حصل عليها بكفاحه ودأبه المتصل.
فى مثل هذا اليوم 12 مارس 1964 رحل الأديب الكبير عباس محمود العقاد بعد أن أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب فى العلم والفكر والسياسة والدين والادب ستظل كلها مرجعا هاما للدارسين والباحثين على مر السنين.
ومن أهم ما سطره العقاد فى حياته العبقريات التى اثارت جدلا كبيرا بين الناس، واشاد بها كبار الكتاب والمستشرقين منهم باكستون الذى قال عنه: (لا ارى كاتبا فى قوة صاحب القلم فقد هزنى حين كتب عن الرسول وعن المسيح حتى انى اراجع اليوم اوراقى).
ولد العقاد عام 1888 فى اسوان وكان ابوه امينا للمحفوظات باسوان وكان جده يعمل بمصنع حرير ولذلك سمى بالعقاد، وعكف على قراءة التراث فقرأ ألف ليلة وليلة ودائرة المعارف والصحف القديمة وكتابات عبدالله النديم ، حصل على الشهادة الابتدائية عام 1903 وعمل بالقسم المالى بالمحافظة.
واتجه الى كتابة المقالات فى صحف البلاغ والمؤيد والدستور والبيان ، فكتب ضد الطغيان والفساد والملك والحاشية والاحزاب .
وفى عام 1938 عين عضوا بمجلس الشيوخ ونال مكانة ممتازة بين الكتاب والصحفيين والسياسيين فلم يستهوه منصب طوال حياته حتى أنه رفض الوزارة .
ودعا الى حرية الوطن وحرية المواطن وعاش متمسكا بالديمقراطية ، واثبت من خلال كتبه ان الاسلام هو أساس فكرة الديمقراطية ، ولم يكتب فى السياسة وحدها بل ترك لنا 14 دراسة فى الترجمة والمذكرات والفلسفة وعشرة دواوين فى الشعر و190 دراسة فى الاجتماع والادب والتاريخ و11 كتابا فى الاسلاميات والعبقريات مثل عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم وعبقريات خالد وعمر ابن الخطاب ، ابو بكر الصديق ، عمرو ابن العاص ،فرسم صورة عقلية ونفسية وانسانية لكل منهم ، والف كتابا عن عبقرية المسيح فيه تحليل دقيق لرسالته .
والف العقاد كتابا عن حياته الشخصية اختار له عنوان ( أنا ) ، أيضا وضع كتاب باسم (حياة قلم ) ، كما عبر فيه عن الحب بأصدق معانيه فى روايته "سارة " عاش اعزبا ولم يتزوج فى حياته وكان يقول :كيف اتزوج فتصبح زوجتى ارملة من بعدى ، اى انه احب المرأة ولذلك لم يتزوجها حتى لا يتركها وحيدة من بعده . كان شديد الصلة بأدباء مصر ومفكريها فحين مرض الدكتور طه حسين بكى عليه بكاءا شديدا وقال (لا حياة لى لو مات طه حسين فمن لى بعده احاوره واختلف معه ، فليس لى بعده فارس انازله وليس بعد سيفه سيفا ابارزه ) .
عباس محمود العقاد يكتب خواطر في الحب
رثاه الدكتور طه حسين عند وفاته بقوله (ملأت الدنيا وشغلت الناس )، ووصفه مصطفى أمين بأنه أكثر كاتب يعتز بكرامته . ولتكريمه حولت الدولةمنزله باسوان الى قصر للثقافة باسمه يضم كل متعلقاته .