رئيس التحرير
عصام كامل

"برافر...بيجن"..النكبة في 2013.."العقبي": المخطط يهدف إلى اقتلاع الأهل من النقب..وإسرائيل تريد تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين..ومركز إسرائيلي يؤكد: مذكرة القانون عنصرية

وزير الدولة الإسرائيلي
وزير الدولة الإسرائيلي السابق بيني بيجن




يواجه أهالي النقب الفلسطينيون ما يصفونه بـ"نكبة جديدة" عبر مخطط برافر-بيجن، الذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي، ويهدف إلى مصادرة 830 ألف دونم من أهالي النقب "جنوب".


وصادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشئون التشريع على مذكرة قانون برافر بيجن 7 مايو الماضي، والذي اقترحه وزير الدولة الإسرائيلي السابق بيني بيجن، وهو ما يمهد لهدم عشرات القرى البدوية العربية وتهجير عشرات الآلاف من سكانها.

وذكر مركز عدالة "المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل" في بيان له حينها أن على الحكومة الإسرائيلية الغاء مخطط "برافر-بيجن" والبدء بحوار جدي مع السكان على أساس المخطط البديل الذي اقترحه المواطنون العرب لحل قضية القرى غير المعترف بها وقضية قانونية ملكيتهم للأراضي في النقب التي يقيمون فيها منذ قرون.

وأضاف مركز عدالة في بيانه أن "مذكرة القانون عنصرية، بحيث أنها تسري في منطقة جغرافية محددة وعلى مجموعة سكانية محددة هي العرب البدو في صحراء النقب وتسعى إلى سلب أراضيهم بسبب انتمائهم القومي والديني، وهي سياسة مشابهة للسياسات التي انتهجتها الأنظمة الظلامية التي ولت من العالم".

سليمان أبو عبيد الناطق باسم مؤسسة النقب للأرض والإنسان "مؤسسة مستقلة تعتني بشئون عرب النقب" قال لمراسل الأناضول إن "الاحتلال الإسرائيلي صادر 11 مليون دونم (الدونم= ألف متر مربع) من أراضي النقب الفلسطيني عام 1948 من اصل 12 مليون دونم (خلال ما يعرف بنكبة 1948)، واليوم وعبر مخطط برافر سيصادر 830 ألف دونم من الأراضي التي بقيت مع أصحابها العرب الفلسطينيين في النقب، وسيهجر 13 قرية وأربعين ألف فلسطيني"، واصفا المخطط بـ"نكبة جديدة تضاف إلى نكبات الشعب الفلسطيني".

وأضاف أبو عبيد أن "عدد سكان النقب يزيد على 200 ألف نسمه يعيش نصفهم في قرى غير معترف بها من قبل الحكومة الإسرائيلية وتحرمهم من الكهرباء والماء والبنى التحتية، إذ يبلغ عدد القرى الغير معترف بها 46 قرية".

ولفت إلى أن "مخطط برافر يمنع وجود أي فلسطيني في المنطقة المنتوى الاستيلاء عليها"، واصفا المخطط بـ"العنصري الخبيث"، وأن ما سيحدث هو "تطهير عرقي كامل".

وبين أبو عبيد أن "النقب يشكل ثلثي أراضي فلسطين التاريخية ولم يبق بيد الفلسطينيين إلا مليون دونم من أصل 12 مليون دونم، وإسرائيل اليوم تريد سرقة ما تبقى من الأرض باسم القانون بعد أن فشلت أمام صمود وثبات أهل النقب".

وتابع أن "إسرائيل استخدمت كافة الوسائل بدءا من عدم الاعتراف وسلب الاعتراف بهذه القرى، وحرمان الإنسان الفلسطيني، وقد أوغلت في إيجاد الفقر والبطالة ومحاولة عدم الاعتراف بإنسانية الإنسان على هذه الأرض، بالإضافة إلى هدم البيوت، فهناك أكثر من ثلاثين ألف بيت لعرب فلسطينيين مهدد بالهدم، وقد هدمت إسرائيل عشرات آلاف المنازل عبر السنوات الماضية، وهي ماضية في ضغطها على أهلنا في النقب بكافة الوسائل بهدف تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين".

وذكَّر أبو عبيد بأن "برافر هو رجل أمني معروف، وله باع طويل في الأمن القومي الإسرائيلي، وذلك لأنهم يتعاطون معنا كمشكلة أمنية، نحن نعتبر مواطنين نحمل "الجنسية الإسرائيلية"، ولكن هم يعتبروننا قنبلة ديموغرافية على هذه الأرض ويتعاملون معنا كأعداء، وبالتالي هم يخططون وفق رؤيتهم الأمنية واستراتيجيتهم في التعاطي معنا كأعداء على هذه الارض التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا قبل أن يأتي برافر ومجموعته من شتى أصقاع الأرض إلى هذه الأرض المباركة".

الناطق باسم مؤسسة النقب قال إن الحكومة الإسرائيلية صادقت على مخطط برافر وعلى مسودة القانون مؤخرا، وهي الآن في مراحل تقديمه للكنيست للقراءة الأولى والقراءة الثانية والثالثة وبالتالي إقراره كقانون ملزم، وفي هذه الأيام النقب يشهد غليانا وتظاهرات واعتصامات ويشهد رفضا كليا وكاملا في كافة تجمعات الأهل في النقب"، مؤكدا أنه في حال إقرار هذا المخطط "فسيشكل نكبة جيدة بما تحمل هذه الكلمة من معنى، وهذا يعني أنهم سيقومون بطرد وتهجير عشرات الآلاف من أهلنا الفلسطينيين من قراهم وبيوتهم وحرمانهم من أرضهم ومصادرتها وتشريدهم على غرار نكبة عام 1948".

أما الشيخ أسامة العقبي مسئول الحركة الإسلامية في النقب فقال لمراسل الاناضول إن "هذا المخطط يهدف إلى اقتلاع الأهل من النقب ويريد أن يهجر أهلنا من قراهم التي ورثوها من الآباء والأجداد والتي سيورثونها للأبناء والأحفاد إن شاء الله، ونحن بصدد مظاهرة اليوم -  الخميس - ضد هذا المخطط المشئوم الظالم العنصري، وسنقول لهذا المخطط لا لبرافر حتى نلقى الله عز وجل وندافع عن البيت وندافع عن الأرض بكل الأمور المشروعة بين أيدينا".

وأوضح العقبي أنه "جنبا إلى جنب سوف يكون مع المظاهرة إضراب شامل يشمل طلاب المدارس والمحلات التجارية في النقب، ونحن نأمل ونناشد وننادي أهلنا في الداخل الفلسطيني أن يتضامنوا معنا اليوم لكي نرفع صوتنا واحدا ضد مخطط برافر".

وأشار إلى أن "مساحة أرض النقب جنوب فلسطين تشكل ثلثي مساحة أراضي فلسطين التاريخية، وتهدف المؤسسة الإسرائيلية من مخطط برافر إلى تهجير أهل النقب الفلسطينيين وتوطين المستوطنين القادمين من الشمال والجليل، ونحن نقول للمؤسسة الإسرائيلية لن نغادر هذه الأرض مهما كلف هذا ثمنا، وسنبقى فوق أرضنا".

واستمر مسئول الحركة الإسلامية في النقب  في حديثه قائلا إن " أهلنا في النقب يتعيّشون على الزراعه وتربية الماشية، ولكن المؤسسة الإسرائيلية تقوم بتخريب أرضهم وتسميم الزرع، كما تمنع إعطاء أراضٍ لأهلنا لتربية الماشية، فهذه الحكومة الإسرائيلية تريد أن تضيق على الأهل في النقب لكي يتركوا أرضهم وبيوتهم ".

وتحدث العقبي عن أهمية العمق العربي والإسلامي لدعم أهالي النقب قائلا : إن الحركة الإسلامية " قامت بإرسال الرسائل للعديد من الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، مفادها بأن ينظروا إلى أرض النقب التي تريد المؤسسة الإسرائيلية تهويدها، وترحيلنا من أرضنا وإخلاء الارض من سكانها الذين يعيشون فيها، نناشد أهلنا في العمق الإسلامي في الدول العربية والإسلامية ألا تتركوننا وحدنا ، أنتم الرئة التي نتنفس بها بعد الله عز وجل، كما سنقوم بالاتصال بالسفير التركي كذلك ".
الجريدة الرسمية