مجلة أمريكية: أردوغان فشل داخلياً وخارجياً
سلطت مجلة «فورين بوليسي الأمريكية» الضوء علي التحركات الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا، ووصفتها بـ "المغامرة الخاسرة التي تعكس فشله الداخلي والخارجي".
وقالت المجلة الأمريكية في تقريرا لها: "بعد تصعيد فاشل آخر في سوريا، أصبح الرئيس التركي معزولًا بشكل متزايد في الخارج، كما يخضع حكمه للمحاسبة في الداخل"، مشيره إلي فشل أردوغان في وقف الحصار والتصعيد في إدلب، ما يهدد بتصاعد المقاومة المحلية لحكمه.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلي أن تطورات التصعيد العسكري الاخيرة في إدلب، أدت إلي مقتل عشرات الجنود الأتراك، كما أكدت بحسب معلومات موثوقة تورط طائرات عسكرية روسية في استهداف الجنود الاتراك، بينما ألقت أنقرة باللوم علي دمشق.
وأوضح المقال أنه قبل الأزمة الحالية في إدلب، كانت المعارضة التركية تطالب أردوغان بإطلاع البرلمان على الوضع في سوريا، إلا أن حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس رفض هذا الطلب، ما دفع جميع الاحزاب المعارضة إلى الدعوة لمفاوضات مباشرة في سوريا.
وأضافت المجلة في تقريرها: "أبرمت تركيا اتفاقية مع روسيا في عام 2018 للسماح لأنقرة بإنشاء مراكز مراقبة في إدلب، إذ تعهدت بعدم دعم المتطرفين، ولكنها في الحقيقة سهلت دخول هذه الجماعات إلى سوريا منذ بداية الحرب.
أول تعليق من أردوغان على إهانته في روسيا
وأكدت المجلة الأمريكية، أن أردوغان حبس العديد من اعضاء البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي، كما عزل رؤساء البلديات الكرديين، بالإضافة إلي اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص، وعزل الآلاف الآخريين من وظائفهمن، وتم حظر وسائل الإعلام من تناول الموضوع.
وتابعت المجلة الأمريكية: "تركيا حبست عددًا أكبر من الصحفيين من أي بلد في العالم، بالأضافة إلي ملكية رجال أعمال مؤيدين لأردوغان لوسائل الإعلام، كما أدخل أردوغان البلاد في الحرب السورية التي تبدو كمستنقع لا يعرف كيف يخرج منه، فالحرب مكلفة في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي من مشاكل اقتصادية خطيرة، فالبطالة مرتفعة، وتستمر العملة المحلية في فقدان قيمتها، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 57% من الأتراك يهتمون بالاقتصاد أكثر من الإرهاب.
واستطردت المجلة: "في هذه الأثناء تبدو تركيا معزولة بشكل متزايد، فقد دعا أردوغان إلى جلسة طارئة لحلف الناتو في 28 فبراير الماضي، لكنه حصل على دعم معنوي فقط، حيث لا يريد حلف الناتو أي علاقة بسوريا، وبالتأكيد لا يريد مواجهة مع روسيا، خاصة وأن العديد من أعضاء الحلف غير مرتاحين لتدخل تركيا في سوريا، كما استبعد الأمريكيون إقامة منطقة حظر طيران فوق إدلب.
وأختتمت المجلة: "يمكن أن تكون موسكو مشكلة صعبة أيضًا بالنسبة لأنقرة، هذا ما سيكتشفه أردوغان قريبًا، حيث يرتبط البلدان ارتباطًا وثيقًا في مجال الطاقة، ومع فرض العقوبات الأمريكية على النفط والغاز الإيرانيين، تعتمد أنقرة أكثر فأكثر على مصادر الطاقة الروسية، كما قامت روسيا للتو ببناء خط أنابيب الغاز TurkStream»» الجديد عبر البحر الأسود، وايضاً بناء محطة للطاقة النووية لتركيا، لا يمكن لأردوغان أن يذهب بعيداً في عزلته مع روسيا".
وفي النهاية أوضحت المجلة أنه بعد أن تعثر أردوغان في سوريا، والضغوط التي يتعرض لها في الداخل، أصبحت خياراته محدودة بشكل متزايد، فقد يحاول تصعيد التدخل التركي في سوريا، لكن المخاطر كبيرة، لقد أطلق اللاجئين إلي أوروبا، لكن لم يذهب كثيرون وأوروبا تمنعهم بوحشية، قد ينتقل إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة قبل أن يتآكل تأييده الداخلي، لكنه قد يخسر تلك الانتخابات ايضاً، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية انقسم إلى حزبين.