رئيس التحرير
عصام كامل

"كيدز بازار".. أمهات مصر يرفعن شعار كله بالحب

مؤسسة الجروب مع أطفالها
مؤسسة الجروب مع أطفالها

كثير هى الصفحات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي لعرض الملابس سواء الجديد منها أو المستعمل، لكن ليس جميعها تروج لفكرة تحقيق المنفعة للغير، وهى الفكرة التي من أجلها أُسس  جروب "كيدز بازار" بواسطة مروة سيد تاج، مؤسسة جروب ليتل فاشونيستا للأطفال أكبر جروب لعروض أزياء الأطفال في الوطن العربي. 

كيدز بازار

"كيدز بازار" صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نشأت على أساس فكرة تضامنية بين شريحة عريضة من الأمهات من مختلف المستويات المعيشية منهن من تعيش في التجمع ومنهن من تعيش في إمبابة، والهدف منها أن تتخلص كل أم من الملابس التي تم شراؤها وصغرت على أطفالها ومنحها لأم أخرى في حاجة إليها شريطة أن تكون بحالة الجديد.

الجروب الذي تأسس قبل شهرين فقط يضم أكثر من  30 ألف أم من مختلف محافظات مصر، يرفعن شعار "لا للتجار بيننا" حيث تقوم الأمهات بمجرد رؤيتهن لتسلل بعض التجار للجروب بالإبلاغ عنهن للقائمين على الصفحة ليقمن بحظرهن على الفور حتى يحافظ الجروب على الفكرة التضامنية التي تأسس من أجلها والتي تحارب في الأساس جشع التجار وتوفر المنفعة للآخرين.

 

بعض الأمهات اللواتي يتعففن عن طلب المساعدة من الغير وجدن ضالتهن في الجروب، ويخدم فئات مختلفة من الأمهات، ولكنه يحث في الأساس على تقديم المساعدة للأمهات الأكثر احتياجًا.

جيش حبيبة

 

 

وفي وقت الحاجة يظهر معدن الأمهات المصريات الأصيل، على سبيل المثال كتبت إحدى الأعضاء ذات مرة أن الطفلة حبيبة ابنة حارس العمارة التي تقطنها في حاجة إلى ملابس وأنها مستعدة لشراء ملابس لها من الأعضاء بأسعار مناسبة، في تلك اللحظة حضرت الأمهات من كل حدب وصوب في جيش قوي لخدمة حبيبة، وتقول الأم صاحبة دعوة المساعدة أنه الأمهات تتدفقن إلى منزلها وأحضرن شنط ملابس ومنهن من أرسلت ملابس بالشحن السريع، مضيفة أن جبر الخواطر شيء عظيم مقدمة الشكر لكل الأمهات اللواتي قدمن يد العون للطفلة حبيبة.

الحس الكوميدي

 كما لا يخلو الجروب من الحس الكوميدي الذي يحافظ عليه القائمين حيث يقمن بنشر تغريدات مضحكة وتحث على الالتزام بالقواعد ومساعدة الغير في الوقت ذاته، إلى جانب ذلك فإن الشروط الصارمة التي يضعها الجروب تميزه عن غيره من "الجروبات" الأخرى لأن "البوستات" لا يتم قبلوها إلا إذا كانت تسير على القواعد والتي أبرزها أن تكون الملابس بحالة الجديد وليست متهالكة.

وتقول مروة مؤسسة الجروب: "نحن كأمهات نشتري ملابس كثيرة لأولادنا، وبعد فترة قصيرة تصبح تلك الملابس صغيرة ولا تلائم أجساد أطفالنا نظرًا لأنهم ينمون بسرعة وبالأخص في المراحل العمرية الأولى، وعلى الجانب الأخر يوجد كثير من الأمهات تتمنى شراء ولو قطعة ملابس واحدة فقط لأولادها ولكن ضيق ذات اليد يحول دون ذلك، وفي ظل غلاء الأسعار يصبح الأمر أكثر صعوبة وتعقيدًا ومن هنا جاءت فكرة الجروب".

دعوة للتكافل

وأضافت مروة في حديثها لـ فيتو أن الهدف من الجروب هو التخلص من الملابس التي لسنا بحاجة إليها ولم يعد أولادنا يرتدونها، وبذلك نساعد أمهات أخريات ترغبن في شراء ملابس لأولادها ولكن غلاء الأسعار يمنعهن من ذلك، وهي دعوه للتكافل الاجتماعي و مساعدة الأمهات لبعضهن وتعاونهن من غير ضرر ولا إحراج، موضحة أن من يتخلص من ملابسة بنية المساعدة الله يرد له ذلك بطريقة أخرى. 

وتابعت مروة: "ما أجمل فرحة الأمهات عند الحصول على ملابس ذات جودة عالية وماركات عالمية دون تكلفة مرتفعه، كما أن الجروب يساعد أيضًا الكثير من الأمهات اللواتي تطرأ لديهن مناسبة فجأة ولا تجدن وقت للنزول واللف في المحال بصحبة الأطفال، فكل ما عليها هو أن تكتب ما تطلبه حتى تجد جيش من الأمهات يقدمن لها المساعدة بعرض ما لديهن.

وتابعت: "هدفي من الجروب أن الأمهات تجعل أولادها يرتدون أفضل وأشيك الملابس بدون تكلفه، ولتحقيق ذلك يتم التأكيد على بعض الشروط التي تحافظ على الهدف الأساسي الذي تأسس الجروب من أجله مثل أن تكون الملابس بحالة ممتازة ونظيفة وتم غسلها وكيها، وأهم شرط أن تكون المشاركات أمهات فقط وممنوع وجود التجار بيننا وذلك للحفاظ علي تحقيق الفائدة للجميع.

تحقيق المنفعة إينا طلعت أدمن بجروب "كيدز بازار"، قالت  إن الجروب كان له دورًا كبيرًا في صنع صداقات كثيرة بين الأمهات اللواتي لم يتأخرن عن تقديم الخدمة لبعضهن، وساهم في التخلص من عقده الاحتفاظ بالملابس من منطلق استخدامها لاحقًا لأن بعض الناس ترى أنها أنفقت أموالًا كثيرة في الملابس لذا تفضل الاحتفاظ بها من قبيل الاستخسار لأن الركنة تشعرهن بأن الأموال التي أنفقت على الملابس ما زالت بحوذتهن، لكن الجروب ساهم في تغيير هذه الفكرة.

عقدة التكنيز وتقول هند منصور أدمن أخرى بصفحة الجروب إن الفكرة ساعدت الأمهات على التخلص من "عقدة التكنيز" الأصيله عند المصريين، كما أنها رفعت الحرج عن غير القادر، وجعلته يشعر بالارتياح كونه لا يحصل على الملابس على طريقة التبرعات ولكن يدفع سعر رمزي، حيث يوجد بعض الأعضاء من المطلقات والأرامل يسكنون الأرياف وفرحن جدًا بفكرة الجروب لأنه أصبح لديهن القدرة على الحصول على ما يحتاجونه لأولادهن.

الجريدة الرسمية