3 أئمة ممنوعون من الخطابة بأمر الأوقاف.."أبو حسين" الأبرز..آراء نشأت زارع تطيح به.. وفتاوى عبد الله رشدي تضعه في القائمة
يطل علينا بعض شيوخ وزارة الأوقاف بين الحين والآخر بتصريحات إعلامية أو منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من شأنها إثارة الفتنة وإحداث انقسام داخل المجتمع تارة، وبث سموم تحريضية تخالف هدى تعاليم الدين الإسلامي تارة أخرى.
وكان على رأس من أثاروا الفتنة في الآونة الأخيرة الشيوخ " إبراهيم أبو حسين ونشأت زارع وعبد الله رشدي" فما قصة الشيوخ الثلاثة في أروقة الديوان العام بوزارة الأوقاف؟
إبراهيم أبو حسين
وفي الوقت الذي تسارع فيه وزارة الأوقاف الزمن لتأهيل كوادر على أعلى مستوى من التدريب والإعداد في الأكاديمية الدولية لتدريب الأئمة والواعظات، ظهرت أزمة الشيخ إبراهيم أبو حسين، إمام وخطيب بمسجد الساحة الحسينية بمحافظة الغربية، في العقد الخامس من عمره، ويلقبه البعض بـ"العارف بالله" أو "صاحب الفيوضات".
و ظهر "أبو حسين" في مقاطع فيديو على "فيس بوك" يفسر فيها آيات القرآن الكريم بالأهواء، وادعى أن القرآن بشر بحروب مصر منذ نكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973 وكذلك ثورة 25 يناير على اعتبار أنها أحد آيات الهلاك في القرآن.
وأثارت تحليلات "شيخ الفيوضات" انقساما حادا في المجتمع، وأعادت للأذهان شطحات الصوفية، وهو ما دفع مديرية أوقاف الغربية إلى إحالته للتحقيق وإرسال مذكرة تفصيلية للقطاع الديني بوزارة الأوقاف ومكتب الوزير، إلا أنه حتى الآن لم تتخذ الوزارة أي قرار بشأن تلك الأزمة.
أزمات متكررة
الاسم الثاني الذي أثار أزمات متكررة داخل الديوان العام، الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب بمديرية أوقاف الدقهلية، ولد في مدينة المنصورة، وتدرج في التعليم الأزهري إلى أن عين إماماً وخطيباً في الأوقاف، سافر إلى العراق وإيران دون إذن مسبق من وزارة الأوقاف، وهناك قال: «ذهبت إلى العراق لكي أقول لهم لا تفرقوا بين سني وشيعي، بعد حصولي على دعوة رسمية من إحدى وسائل الإعلام، وحصلت على إجازة اعتيادية من عملي بالوزارة وذهبت مرتدياً الزي الأزهري».
وقررالشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني إثر تلك الزيارة إيقافه عن الخطابة قائلا: «كبير الأئمة يعمل بمؤسسة دينية ويرتدي الزي الأزهري، وكان لابد أن يستأذن قبل الذهاب في تلك المناطق خاصة وأنه يمثل مصر ولا يمثل نفسه».
تابع.. "نشأت زارع" اسم ارتبط بالأزمات في الأوقاف.. والشيخ يرد
وعاد "زارع" لإثارة الجدل من جديد بسبب التصريحات التي طالب فيها شيخ الأزهر الشريف بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية، لافتاً إلى أنها احتلال وانتهاك لحقوق الإنسان، وهو ما دفع قطاع عريض من الأزهريين لشن هجوماً شرساً عليه وطالبوا وزارة الأوقاف بمنعه من الخطابة.
ومن جانبه علق "زارع"، على ذلك الهجوم قائلا: لم أطالب شيخ الأزهر بالاعتذار لدول العالم، وما تحدثت فيه أن الإسلام لا يوجد فيه جهاد طلب، وإنما جهاد دفاع وذكرت الآيات والأدلة على ذلك، مؤكدا أن الشئون القانونية طالبت حضوره للتحقيق، وقررت وزارة الأوقاف بناءً على المذكرة التي قدمها الشيخ طه زيادة، مدير أوقاف الدقهلية، إحالة الشيخ نشأت عبد السميع زارع إلى باحث دعوة بمديرية أوقاف الدقهلية مع منعه من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد.
المثير للفتنة
الشيخ عبد الله رشدي، إمام مسجد السيدة نفيسة السابق، من الأسماء التي ارتبطت بإثارة الجدل في المجتمع بسبب تصريحاته وهجومه على الأقباط في لقاءات وبرامج إعلامية، دفعت وزارة الأوقاف إلى وقفه عن العمل في مايو 2017 وإحالته للعمل الإداري ومنعه من صعود المنبر، أو إلقاء الدروس الدينية بالمساجد لحين انتهاء التحقيقات معه وعدوله الصريح عن أفكاره وتصريحاته المثيرة للفتنة، والتي أيد فيها الشيخ سالم عبد الجليل، بتكفير الأقباط، ما دفع الأوقاف لإحالته للتحقيق بسبب منشوراته الغير مسئولة التي تشق الصف الوطني في وقت تسعى فيه الدولة إلى ترسيخ أسس المواطنة.
الأوقاف: إحالة مخالفات عبد الله رشدي للنيابة
وللمرة الثانية، عاد "رشدي" ضارباً بقرارات الأوقاف عرض الحائط في منشور أثار الفتنة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قال فيه: العمل الدنيوي ما دام ليس صادرا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيويه بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر في الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً، ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك في الآخرة من دين لا تؤمن به أصلا في الدنيا، ولا أدري لماذا يغضب الملحدون من تقريرنا لعقائد ديننا التي لن تضرهم في الدنيا ولن تنفعهم في الآخرة!؟».
فسر الكثيرون، كلام إمام السيدة نفيسة السابق، بأنّه إسقاط على الدكتور مجدي يعقوب، ما أدى لحدوث فتنة في المجتمع دفعته للنفي في منشور آخر عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك".
وعلى خلفية تلك المنشورات، قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، منع الشيخ عبد الله رشدي من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، أو إمامة الناس بها لحين الانتهاء من التحقيق معه في المذكرة المرفوعة، وما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة ولايحتملها وواقعنا الراهن.
وأكدت الوزارة في بيانها: أن القراء جاء بناء على مذكرة وكيل الوزارة لشئون الدعوة بشأن ما يثيره الشيخ عبد الله رشدي على صفحاته من آراء مثيرة للجدل، إضافة إلى بعض منشوراته التي لا تليق لا بأدب الدعاة ولا بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم، وتجاوز تعليمات الوزارة بأن شخصية الإمام على مواقع التواصل لا تنفصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام ما التفت الناس إلى آرائه على مواقع التواصل.