رئيس التحرير
عصام كامل

"مصريو الخارج": شكراً لكم .. "مصريو الداخل": تبّاً لكم


إلى "مصريى الخارج"، شكرا لكم.. علمتونا من الذى يحب مصر، ويعمل من أجلها، وليس بالشعارات فقط، تحيا الأمم، عندما ترى رد فعل أبناء مصر فى الخارج، على الأزمة الاقتصادية التى تمر بها بلدنا، ستعرف لماذا.. شكرا لمصريى الخارج؟.. ولماذا تبا لنا، نحن المقيمين داخل الوطن؟..عندما تعرف أن تحويلات المصريين فى الخارج بلغت أكثر من 40% زيادة فى 2011، و2012 لإحساسهم أن البلاد فى أزمة اقتصادية ستعرف...، وعندما تعرف أن منهم من يذهب إلى جمعيات خيرية فى الخارج لتحويل أموالهم إلى مصر ستعرف..، وعندما تعرف دعوتهم لرجال أعمال عرب، وأجانب للاستثمار فى مصر ستعرف..، وعندما تعرف أنهم أعلنوا عن حملة لتحويل مليارات الدولارات إنقاذا للاقتصاد المصرى ستعرف .... .


هؤلاء هم أنفسهم الذين خرجوا من مصر ناقمين عليها، يسبونها ويسبون حكومتها لانها أحوجتهم للسفر والتغرب ولم توفر لهم ما يريدونه..، وهذا حقيقى بالفعل، ففى عائلة كل واحد منا اخ وأب وخال وعم.. يعملون بالخارج، وربما يقصون عليكم ما يذوقونه من العذاب الذى يصب عليهم، وكيف جمعوا هذه الأموال من سهر الليالى،  وتحكمات الكفيل..، والنوم القليل وربما من تحمل إهانة البعض لهم..والشقاء،والتعب،وتحمل الغربة التى تكويهم كل يوم ،والبعد عن الأهل..، وربما يوفرونها من قلة الطعام، والعيش على وجبة واحدة طوال اليوم لتوفير مبلغ من المال، حتى يعود ليشترى شقة، كان على الدولة أن توفرها له..، أو يفتتح مشروعا كان على الدولة أن تموله له..، لكنه خرج من مصر كارها السفر، وكارها البقاء فى هذا العذاب بلا وظيفة ولا زوجة، و"نظرات اللى يسوى واللى ميسواش"..، وشقاء دون مقابل..، خرج ليجمع "فتات" من الأموال من سنوات عمره.

وعندما استشعروا يوما، خطرا على الثورة، لم يترددوا فى نبذ رموز النظام السابق فى الانتخابات، فنسبة مرشحى النظام السابق فى المرحلة الأولى كانت لم تتجاوز 20%، بينما مرشحو الثورة كانت 80%، وفى الإعادة رفضوا شفيق، وإن كرهوا مرسى لكنهم صوتوا بنسة أكثر من 70% رافضين رئيس وزراء مبارك،.. هؤلاء مصريوالخارج الذين يطفحون الدم كل يوم، لأجل توفير حفنة من الأموال لتأمين مسقبلهم.

بينما جلسنا نحن هنا، نتهم بعضنا..، ونسب بعضنا..، ونسخر من رموزنا، سواء فى المعارضة أو الرئيس..، كفرنا بعضنا..، أو سخرنا من شيوخنا..، لم نحترم أحدا..، كبيرا أو صغيرا..، أغرقنا وطننا فى الدماء..، انقسمنا فى أخلاقنا، "الكل يظن أن ما يفعله صحيح، لم يقدم أحد مبادرة للخروج من أزمتنا..،لا سياسية، ولا اقتصادية، ولا أى شىء..، حتى الإخوة فى البيت أصبحوا كارهين بعضهم، لأن هذا يؤيد تيارا، وهذا يؤيد تيارا، وإن لم يظهروا ذلك.

 أحب أن أذكر الجميع أنه لو لك أخ أو أب أوعم مهاجر أو يعمل بالخارج تذكر ماذا كان يقول وهو مغادر وطنه؟.. يسب هذا البلد وفقره، وناقما عليه..، تذكره أيضا فى أول زيارة له كيف كان يقبل أرض بلدة ويبكى على فراقها.. اقترح علينا جميعا من يسكونون هذا الوطن، أن نخرج فى غربة أسبوعا أو شهرا خارج مصر، لنتعلم معنى الغربة وقيمة وطننا الذى تغافلنا عنه كثيرا، ولم نقدر قيمته الحقيقة.

 لذلك.. أتوجه بالشكر إلى مصريى الخارج.. شكرا لكم.. أعطيتمونا درسا لن ننساه.. شكرا لما صنعته أيديكم.. مصريو الداخل: تبا لما صنعته أيديكم... .

الجريدة الرسمية