حكم أداء صلاة الفريضة جلوسًا على كرسي؟
اعتنت الشريعة الإسلامية بالصلاة وخصصت لها العديد من الأحكام والتشريعات التي تعين المسلم على فهم كافة المسائل التي قد يتعرض لها، ومن الأسئلة التي ترد في هذا الشأن هو” ما حكم أداء صلاة الفريضة جلوسًا على كرسي؟”.
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز لمن لا يستطيع القيام لصلاة الفريضة أن يُصلي جالسًا على كرسي، وصلاته صحيحة؛ مشيرًة إلى أن الجلوس على الكرسي له نفس أحكام الجلوس على الأرض في الصلاة.
وأشارت الدار إلى أن الجلوس على الأرض في صلاة الفريضة جائزٌ شرعًا لمن به عذر؛ لحديث عمران بن حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» رواه البخاري.
وأضافت أن إباحة القعود للمصلى صاحب العذر جاءت مُطْلقةً في الحديث النبوي الشريف، والْمُطلق يحتمل كل الأحوال والهيئات، فلا يجوز تخصيصه بحالٍ دون حال إلا بدليلٍ شرعيٍّ، والقعودُ في اللغة يكون عن قيام، وليس من ماهيته أن يكون على الأرض؛ قال العلامة اللغوي أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا في معجم "مقاييس اللغة" (مادة: ج ل س): [إِذَا كَانَ قَائِمًا كَانَتِ الْحَالُ الَّتِي تُخَالِفُهَا الْقُعُودَ] اهـ.
وأوضحت أن دعوى عدم ثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كرسي فلا يلتفت إليها؛ لأن التَّرك ليس بحجة.
حكم الشرع في مسألة نعيم القبر وعذابه؟.. الإفتاء تجيب
وتابعت: على من ابْتُلي بالجلوس في الصلاة أن يبذل الوُسع في الأكمل لصلاته؛ فيراعي ما يستطيع أداءه من هيئتي الركوع والسجود؛ بحيث إن صلاة الفريضة على الكرسي تحرم عليه إن كانت تمنعه من السجود إذا كان يستطيعه حال جلوسه على الأرض، وإلا فلا حرج عليه إذا استوى في ذلك جلوسه على الأرض وجلوسه على الكرسي.
وأوضحت أنه ينبغي أن يُراعَى استواءُ الصفوف عند الصلاة على الكرسي في المسجد؛ بحيث يُجعَل لأصحاب الكراسي صفٌّ مستقلٌّ أو مواضعُ محددةٌ على طرفي الصف، وأن يكون حجم الكراسيِّ متناسبًا مع مساحة المسجد والمسافة بين الصفوف، مما لا يضيِّق على المصلين صلاتهم.