رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تعمل مؤسسات الإخوان على التمكين لها في تركيا فترة ما بعد أردوغان؟

قادة الإخوان
قادة الإخوان

لم يعد أمام جماعة الإخون الإرهابية، حصون أخرى تتستر بها إلا «تركيا» ولهذا تتعامل معها وكأنها المعقل الأخير لها، ولايكفى أبدا أن يكون ‏النظام السياسى مؤيدا لها وعلى منهجها الفكرى والسياسى لتشعر بالأمان، بل تتخطاه إلى ما هو أبعد، وتشكل قوة ضاربة لها، تكون عونا لها، ‏إذا ما سقط أردوغان، وأبُعد هو ورجاله عن الحكم. ‏

المنابر والمؤسسات التى ضخت فيها الإخوان كل ماتملك، تتوسع باستمرار، وتطوق البلاد بأموالها، حتى تزحف فى كل المجالات ‏الاقتصادية، ويكون لها قوة فى التفاوض، إذا جاء للحكم تيار على عداء مع الجماعة، ولهذا لجأت خلال السنوات الماضية إلى عدم الاكتفاء ‏بالاستثمار فقط، بل شكلت أذرع فكرية لها، تتبنى نفس منهجها فى أوروبا، وتستغل الحرية الممنوحة لها فى تركيا، لتستقطب الشباب العربى ‏والإسلامى، وتوفر له فرصة عمل وحياة مقابل ضمه للقواعد الإخوانية، والعمل على تحقيق أهداف التنظيم. ‏  

باحث يكشف سر هزيمة الإخوان في سوريا رغم التمويل والدعم الخارجي

ويكشف عمرو فاروق، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، خطة الإخوان لتأسيس منابر فكرية لها فى تركيا، مؤكدا أنها تدير حاليا العديد من المؤسسات، على رأسها ‏جمعية الحكمة، بمنطقة الفاتح فى إسطنبول، ويتولى رئاستها التنفيذية الإخوانى، عبد العزيز إبراهيم، أحد رجال، نائب المرشد خيرت ‏الشاطر، وهو أحد قيادات لجنة التربية داخل الجماعة. ‏

ويوضح فاروق أن جمعية الحكمة، تسعى للهيمنة على الجاليات العربية، واللاجئيين العرب، الذين تضرروا من مناطق الصراع فى سوريا والعراق ‏واليمن وليبيا، وتعتبر أول منظمة تركية تنضم لما يسمى بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا"، المظلة الرسمية لجماعة الإخوان فى الغرب، لافتا إلى شراكاتها مع بعض المؤسسات الإخوانية، مثل الاتحاد العالمى للطلاب، واتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامى الخاضع لسيطرة حزب ‏العدالة والتنمية التركى. ‏

والجمعية المثيرة للجدل، تتبنى عددا من المشاريع الفكرية، فى ضوء مناهج سيد قطب، وحسن البنا، وأبو الأعلى المودودى، ومشروع دولة الخلافة ‏الإخوانية، وتستهدف التركيز على المراهقين والأشبال والفيتات، والشباب. ‏

أما اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية، فيؤكد فاروق أن يشرف عليه حاليا اثنين من قيادات التنظيم الدولى، وهما غزوان المصرى، وجمال كريم ‏الدين، ويحملان الجنسية التركية، ويترأسه الإخوانى على كورت. 

والاتحاد هو حلقة الوصل بين المؤسسات الإخوانية، لتمرير أموال الجماعة داخل منطقة ‏الشرق الأوسط، والعالم الإسلامى، ويضم عددا من المؤسسات المصرية، مثل مؤسسة مصر 25 لرعاية طلاب العلم، واتحاد الجمعيات المصرية فى ‏تركيا، واللجنة الإسلامية للمرأة والطفل، "وجمعية "المواساة " للأعمال الخيرية وجمعية "أيادى الخير". ‏

ويكشف الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، عن مؤسسة أخرى تدعى "النسيج الاجتماعي"، فى مدينة إسطنبول، وتمتلك معسكرات فى غابات ‏المدينة، تقوم من خلالها بنشر أفكار الجماعة وتجنيد الشباب العربى، وتدرس كتب حسن البنا وسيد قطب، وتستضيف عددا من المرجعيات الفكرية ‏والتنظيمية لجماعة الإخوان. ‏

يوضح فاروق أن الجمعية، استضافت عناصر جماعة الإخوان الهاربة من مصر إلى تركيا، عقب ثورة 30 يونيو 2013، وقامت بإيوائهم داخل ‏معسكراتها فى إسطنبول، موضحا أنها تملك أيضا مركز تدريبى لإخوان سوريا، الذين يقاتلون فى صفوف الميليشيات المدعومة من أنقرة، ضد ‏الجيش العربى السورى، لافتا إلى أنه من أهم مراكز إيواء عناصر الجماعة. ‏

أما هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، فهى المتهم الرئيسى فى نشر الإرهاب بالقارة الأفريقية والعديد من الدول العربية، بحسب شبكة "ناشيونال ‏ريفيو"، يوضح"فاروق"ويستكمل: ‏‎ ‎‏

يتولى قاداتها القيادى الإخوانى الهارب، مدحت الحداد، وتعتبر أحد الكيانات المعنية بإدارة أموال الإخوان ‏المصريين الهاربين، سواء المشاريع الاستثمارية التابعة للجماعة، أو جمع أموال التبرعات والاعانات الشهيرية التى تصل إليهم من خلال التنظيم ‏الدولى وفروعه. ‏

ومدحت الحداد، أحد المؤسسين للجناح الاقتصادى داخل جماعة الإخوان، وعضو مجلس الشورى العام، كان مسئولا عن المكتب الإداري لمحافظة ‏بالإسكندرية قبل هروبه من مصر، تم اتهامه فى قضية الشبكات السرية المالية لجماعة الإخوان فى سبتمبر 2019، وهى الخلايا التى سعت إلى ‏توفير الدعم المادى لعناصر التنظيم لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية داخل الدولة المصرية. ‏  

الجريدة الرسمية