رئيس التحرير
عصام كامل

هند رستم تقود حملة تبرعات لعلاج عبد الفتاح القصري

عبد الفتاح القصري
عبد الفتاح القصري

أمضى عمره كله فى إضحاك الملايين لكن بكى وحده ايامه الاخيرة بعد ان خانه من احبهم واخلص لهم ليرحل عن الدنيافى مثل هذا اليوم الفنان الكوميدى عبد الفتاح القصرى من مواليد حى الجمالية بالقاهرة ، الا انه ليس هناك على وجه اليقين من يعرف تاريخ ميلاده فهناك من يؤكد انه من مواليد 1906 ، ووالده كان يعمل فى تجارة الذهب بالصاغة وتعلم منه هذه المهنة الا انه رفضها فيما بعد .

 

وكما كتب الشاعرالصحفى صالح جودت فى مجلة الكواكب عام 1953 ان عبد الفتاح القصرى بدأ العمل بالفن فى فرقة عبد الرحمن رشدى وانه حكى له انه استمع الى المطرب محمد عبد الوهاب قبل شهرته وهو يغنى فى احد مسارح الحسين اغنية (أنا صوتى كمنجة وأحب المنجة) الحقه والده بمدرسة الفرير بالخرنفش فزامل ابناء الطبقة الراقية بالمدرسة لكنه فشل دراسيا فامتنع والده عن تعليمه اصول مهنة صناعة الحلى الذهبية، فكان كثير التردد على المسارح لمشاهدة عروض فرقة فؤاد الجزايرلى، فكثرت مشاحناته مع والده حتى تركه وانضم الى فرقة عبد الرحمن رشدى عام 1917 ثم انتقل الى فرقة جورج ابيض .

 

وفى حوار لمجلة الكواكب عام 1962 يقول عبد الفتاح القصرى

: ان جورج ابيض اسند الي دورا كاملا فى بدايتى كان من المفترض ان أبكى فيه لكن لم أستطع ذلك على المسرح فقام جورج ابيض بصفعى صفعة حقيقية جعلتنى ابكى بالفعل وظل الجمهور يصفق لى وانا ابكى تمثيلا .

 

استدعانى جورج ابيض وابلغنى انى لا اصلح للادوار التراجيدية ووافقته وقلت له ان مهمتى هى اضحاك الناس وليس استدرار دموعهم .

 

انتقلت بين عدة فرق ابرزها كانت فرقة عزيز عيد ثم فاطمة رشدى لكن عينى كانت على فرقة الريحانى فهو مدرسة الكوميديا الحقيقية وكانت اولى مسرحياتى معه (ماحدش واخد منها حاجة ) فى دور حانوتى وذلك عام 1940 .

 

استطاع الريحانى وضع يده على شخصية المعلم ابن البلد التى صنعت شهرتى وظل ينميها من مسرحية الى اخرى .

 

توفى الريحانى عام 1949 فلم يستطع عبد الفتاح القصرى التكيف مع عزيز عيد فانتقل الى فرقة اسماعيل يس عام 1954 وظل بها حتى آخر دقيقة فى عمره .

 

كانت بداية نهايته فى صيف عام 1962 حين وقف على المسرح ليؤدى دورا امام اسماعيل يس وفجأة أظلمت الدنيا فى عينيه واكتشف انه فقد بصره فصرخ لكن ضحك الجمهور وظن انه يمثل جزءا من المسرحية ، وادرك اسماعيل يس الامر فأخذه الى المستشفى لتثبت لهم ان السكر تسبب فى عماه .

 

واجهت القصرى مصائب كبيرة بدأت حين اجبرته زوجته الشابة على طلاقها بعد ان اخذت امواله واجبرته ايضا على ان يكون شاهدا على زواجها من صبى البقال واقامتها معه فى نفس شقته .

 

وكما كتبت عائشة صالح فى الكواكب عام 1964 ان الفنانة مارى منيب اصطحبت نجوى سالم لزيارة القصرى فى شقته فوجدته سجينا فيها فاقدا البصر والذاكرة فأسرعت بالاتصال بمستشفى الدمرداش لالحاقه بها ، وخرج منها ليجد طليقته قد باعت اثاث شقته وتركته على البلاط فانتقل ثانية الى قصر العينى للعلاج من فقد الذاكرة وتصلب الشرايين وفى تلك الاثناء ازالت البلدية بيته ، وتدخلت نجوى سالم لدى نقابة الممثلين فقررت صرف اعانة عاجلة 20 جنيها له ومعاش شهرى قدره عشرة جنيهات وخصص له محافظ القاهرة صلاح دسوقى شقة فى حى الشرابية ايجارها 280 قرشا ودفع الاديب يوسف السباعى 50 جنيها لشراء حجرة نوم له .

 

اقرأ أيضا:

بطرس دانيال: هند رستم قدوة ومثال في الإتيكيت

 

قامت الفنانة هند رستم بحملة بين الفنانين لجمع تبرعات لعلاج زميلهم فتبرع فريد الاطرش بـ100 جنيه وعبد الحليم حافظ 50 جنيه وشادية 20 جنيها ومارى كوين 10 جنيه وكل من مريم فخر الدين واحمد مظهر خمسة جنيهات، ورحل القصرى اثناء علاجه بمستشفى المبرة فى 8 مارس عام 1964 .

الجريدة الرسمية