ما معنى قوله تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة"؟.. علي جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، إن الله أمرنا أن نستعين بالصبر في حياتنا مع الآخرين والصبر قد يكون صبراً بالله وقد يكون صبراً مع الله، وقد يكون صبراً لله, وقد يكون صبراً عن الله والعياذ بالله.
وأوضح أن الصبر منه ممدوح ومقدوح أما الذي هو ممدوح فالصبر في الله وبالله ولله، وأما الذي هو مقدوح فالصبر عن الله، يُنزل الله علينا المحن لا انتقاماً منا فإنه يحبنا لأننا صنعته، هو ينظر إلينا وهو رؤوف بنا، ولما خاطبنا قال {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حتى يطمئن روعاتنا ويؤمن خوفنا فلما خاطبنا بهذا وتجلى علينا بالجمال ؛ولم يورد عذاباً في القرآن إلا ومعه الرأفة والرحمة ،ولم يتجلى أبداً بالجلال إلا وقد كسى ذلك بالجمال ،فإنه - سبحانه وتعالى - فتح لنا من أبواب رحمته ونحن صنعته.
المفتي السابق يبين الفوائد العظيمة للدعاء
واشار إلى أن الله ينزل علينا المحن من أجل أن نتذكر ومن أجل أن نرجع وأن نعود { فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ المَوْتِ} من أجل الذكري, فإن في الموت ذكرى, ولذلك يقول" قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور -فقد ُأذن لسيدنا محمد في زيارة قبر أمه- فزوروها فإنها تذكر بالآخرة" ذكرى وإن كانت مصيبة، وكذلك الكوارث التى تحدث من حولنا فإنها تذكرنا بتقوى الله ،وتذكرنا بالأمر والنهي، وتذكرنا بأنه يجب علينا أن نعبد الله كما أراد وأن نعمر الأرض كما أراد, وأن نزكي النفس كما أراد ، يذكرنا بالدين بالصراط المستقيم.
واضاف: الصبر عن الله أن تنزل بك المصيبة والمحنة فلا تلتفت وتصبر عليها من غير رجوع ولا إياب لرب العالمين وهذه مصيبة كبرى وبلية عظمى{ اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ } ولكن بالصبر في الله ولله وبالله واستعينوا أيضاً بالصلاة فإن الصلاة خير موضوع, و { إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والْمُنكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } وإن الصلاة صلة بين العبد وربه وإن الصلاة هي عماد الدين وذروة سنامه وإن الصلاة فيها الخير كله ,ولذلك أكد عليها رسول الله ﷺ ولا ترى من يسجد لله رب العالمين في العالمين إلا المسلمين, فالحمد لله الذي جعلنا من المسلمين, ثم تأتى الجائزة في أخر الآية يقول الله فيها { إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } جعل الصابرين في المرتبة الأعلى بحيث أنه أدخلهم بعد (مع) فعظم شأنهم, إذاً كونوا من الصابرين ولكن لا تسألوا الله الصبر, سيدنا رسول الله ﷺ سمع أحدهم وهو يقول "اللهم أنزل على الصبر" قال : "سالته البلاء", لا تسألوا الله الصبر فإذا نزل البلاء فسألوا الله الصبر ،فنحن لا نسأل الله الصبر بل نقول "أُلطف يا رب" ، ولكن إذا نزل البلاء نقول "اللهم اجعلنا من الصابرين ومع الصابرين".