"التوحد في مصر".. طفل من بين ٨٨ طفلا مصابا بالمرض.. والإحصائيات تؤكد: تزايد نسب الإصابة سنويا
تشير الإحصائيات إلى أن هناك تزايدا مستمرا في نسب الإصابة بمرض التوحد سنويا حول العالم على الرغم من أن الأسباب الرئيسية للأصابة غير محددة حتى الآن، مؤكدة أن هذا المرض يشكل خطورة شديدة على الأطفال ومن ثم الشباب ويعتبر عبئا جسيما على الأسر وعلى المجتمع.
وأكدت مها زكي رزق الباحثة بقسم الكيمياء العلاجية بشعبة بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث أنه لدينا في مصر هناك طفلا من بين 88 طفلا مصابا بالتوحد وتزيد هذه النسبة عشرة أضعاف كل أربعين سنة وتشير الأبحاث إلى زيادة النسبة في الذكور عنها في الإناث.
أسباب التوحد
وأشارت مها رزق إلى أن الإصابة بالمرض تعود إلى بعض العوامل منها: عوامل وراثية، عوامل بيئية، عوامل خطورة، وتتمثل العوامل الوراثية في التغيرات الجينية أثناء تكوين مخ الطفل وهي إما وراثية أو تلقائية، بينما تحدث العوامل البيئية نتيجة التعرض لملوثات الغذاء أو الهواء أو الالتهابات الفيروسية.
كما أن المضاعفات التي قد تحدث أثناء الحمل قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض، وهناك عوامل الخطورة مثل: إصابة أحد أفراد الأسرة بهذا المرض يزيد من احتمالية الإصابة، والأدوية التي تتعاطاها الأم أثناء الولادة وخلال فترة الرضاعة، ونقص الأكسجين الواصل للمخ أثناء عملية الولادة.
ومن أشد العوامل التي تسبب خطورة هو ترك الأطفال الذين لم يبلغوا سن الثالثة أمام قنوات التليفزيون التي تشتت انتباههم مثل قنوات أغاني الأطفال حيث ينتبه ويركز الطفل إلى الاستمتاع بالصور والإيقاع بدون فهم للكلمات ولا يستطيع الطفل اللحاق أو تخزين هذه الصور الخاطفة ويلتصق الطفل بالتلفاز لتتبع الحركات بدون النطق بالكلمات.
أعراض التوحد
وشددت الباحثة بالمركز القومي للبحوث على أهمية ملاحظة سلوك الطفل جيدا في مراحله الأولى وعلى الآباء والأمهات ملاحظة الاضطرابات التي تظهر على الطفل وتتمثل في: العلاقات والتواصل الاجتماعي حيث: لا يستجيب الطفل للنداءات ولا يوجد اتصال بصري بينه وبين الآخرين، ويرفض العناق، ولا يدرك مشاعر الآخرين، ويفضل العزلة واللعب بمفرده.
وهناك أعراض اللغة أيضا وتتمثل في تأخر النطق -فقدان القدرة علي قول كلمات أو جمل كان يقولها مسبقا- التحدث بصوت غريب وإيقاعات مختلفة قد تصل أحيانا للصراخ- تكرار الكلمات، وعمل حركات متكررة مثل الاهتزاز أو الدوران أو المشي على الأصابع- وأن يكون الطفل دائم الحركة- ويصاب بالذهول من أعراض مثل دوران عجل عربة ألعاب- ويكون حساس للضوء والصوت واللمس.
الإرشادات الواجبة على الآباء والأمهات
ونصحت الدكتورة مها رزق الآباء والأمهات الذين تم تشخيص أحد أبنائهم بالتوحد بأن عليهم الذهاب إلى مراكز التأهيل الشامل ومتابعة الحالة مع المتخصصين، وتثقيف الأم بمرض التوحد وكيفية التعامل معه، وتقبل الحالة والحرص على تحسنها، والصبر في التعامل مع الطفل، بالإضافة إلى تحقيق الانسجام للطفل في المنزل، وتحديد منطقة للاسترخاء ووقت للعب.
وأضافت مها رزق أنه يجب مكافأة الطفل على السلوك الجيد، والتواصل اللغوي والاجتماعي مع الطفل بشكل مستمر والاهتمام بمشاعره واكتشاف مشكلاته، بالإضافة إلى العلاج السلوكي وعلاج النطق واللغة والعلاج الغذائي.
أعراض وأسباب التوحد عند الأطفال وطرق علاجه
وشددت الباحثة بالمركز القومي للبحوث على الحد من المضادات الحيوية، وتناول الأطعمة المفيدة، وخلو الغذاء من الجلوتين لأنه يسبب ردود فعل مناعية تؤثر على منع وصول الدم إلى المخ والسماح للسموم بالتكوين داخل المخ، كما يجب الإكثار من العصائر والخضراوات لأنها تمد الطفل بالطاقة اللازمة وتغذيه جيدا وتناول جرعة منتظمة من الميلاتونين حيث يساعد في تنظيم دورة النوم والحد من الاضطرابات السلوكية.
طرق الوقاية أثناء الحمل
وأكدت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث أن تناول الكثير من الخضراوات والفواكه يحد من تأثير التعرض للمبيدات والتلوث الميكروبي، كما أن انتقاء نوع السمك في الطعام يساعد في الوقاية من التوحد فيجب الإقلال من الأسماك الزيتية مثل التونة والسلمون والماكريل والرنجة والمحار والابتعاد عن تناول السجائر والكحوليات، وتناول حمض الفوليك لأهميته لسلامة الجهاز العصبي للجنين وتناول الأغذية الغنية به مثل العدس والفاصوليا المجففة والبازلاء والمكسرات والخضروات الخضراء (البروكلي-البامية-السبانخ) والفواكه الحمضية.
وأضافت الدراسة أنه يجب الحذر من أنيميا الحديد لأنه مهم لنمو الجنين وتجنب نقص فيتامين د عن طريق تناول البيض والقشدة والجبن مع التعرض للشمس والإقلال من الأطعمة البيضاء مثل السكر, الخبز الأبيض, المكرونة, البيتزا, الأغذية المصنعة والإكثار من الأغذية التي تحتوي على خمائر وهي نوع من البكتيريا النافعة، بالإضافة إلى استخدام نظم غذائية متوازنة تقي من مشاكل الجهاز الهضمي.
ولفتت الدراسة إلى أنه من سبل الوقاية عدم التعرض لتلوث الهواء مثل عوادم السيارات وكذلك المواد الكيميائية السامة مثل الطلاء- المبيدات الحشرية- زجاجات المياه البلاستيكية- الألومنيوم، وعدم تناول الأطعمة المعلبة والتي تحتوي على مواد حافظة ومكسبات الطعم والرائحة الحد من استخدام منتجات التجميل واستخدام الميكروويف في الطهي، وأخذ اللقاحات اللازمة وخاصة الأنفلونزا.
وعلى جانب آخر لفتت دراسة المركز القومي للبحوث إلى أهمية التحدث كثيرا مع الطفل وملامسة جسده وتقليل فترات البعد عنه، والرضاعة الطبيعية حيث يتم أثناء الرضاعة تناول البروتين والألبان والخضر والفواكه والألبان بكثرة وتأجيل إدخال أطعمة جديدة إلى ما بعد الشهر السادس وعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل العام السادس وبعد اتقان الكلام بالإضافة إلى الابتعاد عن قنوات الأغاني والألعاب بالتلفاز في السنوات الأولى من عمر الطفل.