رئيس التحرير
عصام كامل

المفتى السابق يشرح كيف يكون العفاف فى السلوك

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق

دعت جميع الأديان خاصة الإسلام إلى العفاف ، ولم يكن العفاف عبر العصور محلا للاجتهاد بل كان محلا للاتفاق سواء قام الشخص به فى نفسه أو لم يقم ، فإن الجميع يعلمون أن العفاف بكل جوانبه من أساسيات بناء المجتمع البشرى ومن أسباب رقيه وتقدمه .

 

ويقول الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق:

 

أولا: تهتم حضارة الإسلام بمفهوم العفاف ففى القرآن الكريم نجد الأمر بغض البصر عن العورات والمحرمات فقال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون ) النور 30 .

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (النظرة سهم من سهام ابليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز ايمانا بجد حلاوته فى قلبه) رواه الحاكم فى المستدرك .

 

ثانيا : اهتم الإسلام كذلك بحفظ الفرج ، ومن هنا جاء مفهوم العورات التى أمر صلى الله عليه وسلم بسترها كما جاء فى حديث بهز ابن حكيم قال : حدثنى ابى عن جدى قال : قلت يارسول الله عوراتنا ما نأتى منها وما نذر؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قال : قلت يارسول الله فإذا كان القوم بعضهم فى بعض ؟ قال: إن استطعت ألا يرى أحد عورتك فافعل، قلت : فإذا كان أحدنا خاليا ؟فقال : فالله احق أن يستحيا منه) رواه النسائى .

 

ثالثا : ومن العفاف أيضا أن أمر بعدم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا بطريقة آمنة ، والمقصود بالخلوة هنا المكان الخاص وليس العام، ومعيار الخصوصية والعمومية هو وجوب الاستئذان الذى يترتب عليه جواز النظر من عدمه، أما الطريق ووسائل النقل والمساجد والمحلات العامة فهى مكان عام ولا يسمى انفراد المرأة بالرجل فيه بالخلوة .

 

ويقول الرسول الكريم (لايخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)رواه الترمذى فى سننه .

 

رابعا: اهتم الإسلام بالعفاف فى الكلام لقول الله تعالى (لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما ) النساء 149 .

 

خامسا: نهى صلى الله عليه وسلم من باب العفاف عن التسول والرشوة والسرقة، كما نهى من باب العفاف عن السب واللعن والفحش والبذاءة ، فقال عيه السلام (ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا بالفاحش البذيء ).

 

اقرأ أيضا:

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة؟

 

هذا كله من علامات العفاف فى الظاهر ، أما العفاف فى الباطن فله حديث آخر: اللهم نسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وأنت على كل شيء قدير .

الجريدة الرسمية