رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة الثورة تصدر قراراً بمنع لعب القمار عام 1954

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصدرت حكومة الثورة فى مصر مارس عام 1954 قانونا جديدا حرم على الملاهى والأندية والمقاهى ممارسة لعب الورق ،أو الروليت ،أو المراهنات السرية ، وحددت عقوبة السجن ثلاث سنوات لمن يخالف القانون .

 

لكن سمحت الحكومة لملهى المقطم بالقاهرة وملهى المنتزه بالاسكندرية بإنشاء صالة للقمار على ان يحرم ارتياد هذه الصالة على المصريين ، ويقتصر اللعب فيها على الأجانب والسياح فقط.

 

وكانت مجلة البوليس فى فبرايرعام 1954 قد نشرت مسودة  القانون الذى نص أيضا على أن بلدية القاهرة وحدها هى المسئولة وحدها عن تنفيذ هذا القانون ، وكان من المفترض أن تشرف السياحة على تنظيم القمار فى القاهرة والإسكندرية مادام مصرحا به .

إلا أن رشاد مراد مدير السياحة يوضح أن مصلحة السياحة ليس لها صلة بنوادى القمار فى مصر ،وأن بلدية القاهرة أنشأت هاتين الصالتين للقمار حتى لا يصفنا الاجانب أننا رجعيون فى بلادنا فالاجانب والسياح يستطيعون شراء ما يكفيهم من الخمر فى مصر مع أن الخمر محرمة بتعليمات من السماء .

 

وأضاف مراد فى النهاية لست مسئولا عن تنفيذ القانون على السياح فبلدية القاهرة هى صاحبة الشأن .

 

وتعليقا على قانون منع القمار نشرت مجلة روز اليوسف عام 1954 ملفا حول لعبة القمارفى مصر وكيف أنه قبل الثورة كانت سياسة الدولة تدار أحيانا من صالات القمار قالت فيه:

 

لعبت موائد القمار ، وما تزال تلعب دورا كبيرا فى السياسة الداخلية والخارجية للدول ذات النظام الملكى الاقطاعى .

 

ففى أندية القمار يجتمع الإقطاعيون والرأسماليون وأصحاب المصالح ليقضوا وقت فراغهم ويحيكوا المؤامرات والألاعيب للوصول إلى كراسى الحكم، وكان نادى السيارات الملكى فى القاهرة أحد مسارح الرأسماليين فى مصر .

 

قبل الثورة طرد وزير من الوزارة بسبب لعبة قمار ، وعين وزيرا آخر فى الوزارة بسبب لعبة قمار ، كما أن كثيرا من الصفقات تعقد بسبب عدة ألعاب حول المائدة الخضراء .

 

فى عام 1944 فوجئ المصريون بخبر فى الصحف يقول: قدم معالى الوزير عبد الجليل أبو سمرة باشا استقالته من الوزارة لأسباب صحية ، ولماكانت وقتها الاحكام العرفية قائمة لم تنشر الصحف الاسباب الحقيقية للاستقالة، لكن رواد نادى السيارات الملكى خرجوا الى الشارع بالاسباب الحقيقية للاستقالة وهى ان عبد الجليل باشا فقد منصبه بعد ان كشف غش الملك فاروق فى اللعب على مائدة القمار.

 

 وكان فاروق قد ترك غزو قلوب النساء الى هواية لعب القمار لتحقيق الثروة ،وكان نادى السيارات هو ميدان هذه الهواية ،وكان عبد الجليل طرف امام الملك فى اللعب ، وراقب اللعب فاكتشف ان الملك يركب الورق ،فلم يسكت عبد الجليل قائلا(ايه ده يامولانا انت مركب الكوتشينة)، فثار الملك وخرج من النادى غاضبا ، و نشرت الصحف فى اليوم التالى ان الملك اجتمع بابراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء وانتهى الاجتماع باعلان استقالة عبد الجليل ابو سمرة من وزارة الشئون الاجتماعية .

 

اقرأ أيضا:

خبايا صالات القمار وبيوت الدعارة بـ"توماس راسل" في معرض الكتاب 

 

وهناك ايضا قصة مرتضى المراغى من كبار مسئولى الداخلية قد تنازل عن الراقصة التى احبها الى محمد حسن الخادم الخاص للملك ،فقدره محمد حسن وضمه الى حاشية الملك فاروق والحقه بنادى السيارات لاعبا على مائدة الملك، وحينما طلب الملك ترشيح اسم وزيرا للداخلية ،ابتسم محمد حسن وقال الوزير امامك هو مرتضى المراغى .

الجريدة الرسمية