رئيس التحرير
عصام كامل

بعد الرحيل!


هل يمكن أن يخرج علينا الرئيس مرسي، يوم ٣٠ يونيو أو قبله بخطاب دارماتيكي يعلن فيه أنه حقنا للدماء واستجابة لمن يطالبونه بالتنحي قرر أن يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة سوف تتم قريبا؟.. وماذا سيفعل الناس إذا ما حدث ذلك؟


هذا سؤال يسأله البعض الآن لنفسه ولغيره الآن بالفعل ويبحث عن إجابة له، وقد اختلفت الإجابات.

لكن من يدقق فيما يحدث الآن وما ينتظره المصريون يوم ٣٠ يونيو، سوف يخلص أنه قد فات أوان طرح هذا السؤال لأكثر من سبب.. فرغم أن الإخوان الذي ينتمي إليهم الرئيس مرسي يشعرون بالفزع والهلع الآن انتظارا ليوم ٣٠ يونيو إلا أنهم مازلوا يكابرون ويتصورون أنهم بالتهديد والحشد قادرون على مواجهة الغاضبين في مصر من حكمهم والذين يتطلعون للتخلص أو بالأصح الخلاص من هذا الحكم.. فضلا عن أن الإخوان لا يرون بديلا لترك الحكم سوي العودة إلى السجون، وهم كما قال أحدهم لا يريدون العودة إلى السجون.. كما أن الإخوان مازالوا يعتقدون أن الدعم الأمريكي الذي حصلوا عليه للوصول إلى الحكم مازال موجودا وفي حوزتهم رغم غضب الإخوان من بعض تصرفاتهم.

إذن لا مجال لطرح مثل هذا السؤال.. أي أن الرئيس مرسي وإخوانه لن يتراجعوا إلا مكرهين وتحت ضغط، وهم حتي الآن يتصورن أنهم قادرون على التخلص من هذه الضغوط التي تنتظرهم ونحملها.. أي باختصار لن يبادر الرئيس مرسي بالتنحي ولكن إذا تنحي سوف يفرض عليه هذا التنحي فرضا جماهيريا.

أما إذا حدث وفاجأنا الرئيس مرسي وإخوانه بالانسحاب فالأغلب والأرجح أن الناس لن يقبلوا باستمراره في موقعه حتي إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة المبكرة.. سوف يطالبه الناس هو وإخوانه بالابتعاد عن إدارة المرحلة الانتقالية حتي لا يوجهوا هذه المرحلة بطريقة تمكنهم من استعادة السيطرة السياسية على البلاد مجددا.. انسوا!
الجريدة الرسمية