هل يجوز إلغاء صلاة الجمعة بسبب "كورونا"؟.. أزهري يجيب
حالة من الحذر تجتاح العالم في هذه الأيام بسبب انتشار فيروس “كورونا” على مستوى العالم، ومن الأسئلة التي ترد في هذا الشأن “هل يجوز شرعًا إلغاء صلاة الجمعة بسبب الخوف من انتشار الفيروس”.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن هناك في الفقة الإسلإمي تدابير إجرائية واحترازية لمنع العدوى، لا سيما في الأمراض المهلكة المؤذية وهذا ثابت بأحاديث نبوية صحيحة، حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "لا يورد ممرض على مصح"، كما ورد أيضًا في صحيح مسلم "إنه كان في في وفد ثقيف رجل مجزم، فأرسل له الرسول –صلى الله عيله وسلم- أن قد بيعناك فأرجع"، كما ورد في حديث "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها".
وأشار إلى أن الإمام القرافي استنبط من هذه الأحاديث "أن صون النفوس والأجسام والأعضاء والأعراض عن الأسباب المفسدة كالمرض والقتل والإهلاك واجب، واستدل القرافي بقول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
وأوضح "كريمة" في تصريح خاص لـ”فيتو”، أن الحديث المطول الذي ورد في البخارى بعنوان "لا عدوى" ليس معناه أن هناك عدوى، وإنما معناه أنه لا توجد عدوى مؤثرة بذاتها وإنما بقدر الله تعالى وأمره، موضحًا أن هذا الحديث ينفي تأثير هذه الأشياء بذواتها وإنما بقدرة الله.
وعن إلغاء الشعائر الدينية المختلفة بسبب منع العدوى من هذه الأمراض، أكد أن هذا يحتاج لجهة التقليل ولرأي مؤسسي اجتهادي جماعي، مؤكدًا أنه لا يحق لفرد أن يخرج ويصدر فتوى في هذا الشأن سواء بالإيجاب أو السلب وإنما لا بد وأن يكون الرأي الفقهي خارجا عن المؤسسات الدينية المعنية مثل الأزهر الشريف أو منظمة العالم الإسلامي.
وطالب "كريمة" بأن يكون هناك عمل مجمعي فقهي حول هذا الأمر بحيث يتم تمثل كافة المذاهب والدول الإسلامية به، مشددًا أنه لا يجوز إصدار إملائات فردية للكل أو لجميع المسلمين ويكون الأصل في هذا هو قوله تعالى" وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ".