أردوغان يسدد فاتورة حربه القذرة في سوريا.. «إدلب» مقبرة للجيش التركي.. وروسيا تفرض سيطرتها برًا وجوًا
«مستنقع دم» دخله الجيش التركي منذ سنوات تسع تقريبًا، بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن وقتها تتكبد «أنقرة» الخسارة تلو الأخرى، ومؤخرًا تلقى الجيش التركى ضربة قوية بعد هجوم الجيش السوري مدعومًا من روسيا على قواتها ومقتل 33 من العسكريين الأتراك في إدلب، بما وضع «أنقرة» في موقف حرج للغاية في الصراع الذي أقحمت نفسها فيه من أجل دعم الفصائل الإرهابية المسلحة، وتصاعدت التوترات مع روسيا التي اتهمتها بإعطاء مهمات لخبراء عسكريين؛ لاستخدام صواريخ «محمولة على الكتف» وتوجيهها نحو الطائرات الحربية الروسية.
سيناريوهات عدة أصبحت مطروحة في وقتنا الحالى بعد تفاقم التوتر بين روسيا وتركيا في سوريا، في الوقت الذي لم تستطع فيه الجهات التركية الرسمية توجيه اتهاما رسميًا إلى روسيا في التسبب بخسائرها البشرية، لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع موسكو، وشعورها بأن واشنطن لن تدعمها بالشكل الكافي في حال دخلت في مواجهة مع روسيا، لذلك حرصت على التلويح بانهيار اتفاقية سوتشي، وبالنظر إلى سجل التوتر التركي في سوريا، نجد أن «أردوغان» أمر بشن هجمات انتقامية في بداية الشهر الجاري عندما تعرض 8 عسكريين أتراك للقتل على أيدي قوات الجيش السوري، وتوعد بوقف تقدم القوات السورية ومعاقبتها على هجومها.
روسيا: نقل تركيا الأسلحة إلى إدلب يفاقم الوضع هناك
إلا أن الدعم الجوي الروسي للقوات السورية حرمه من تحقيق تقدم يذكر في الوقت الذي تتقدم فيه القوات السورية، إلى الحد الذي دفع روسيا إلى تقديم عرض لتركيا يقضي بترك 60% من مساحة «إدلب» تحت سيطرة الجيش السوري، إلا أنها أعلنت رفضها تحت مزاعم «حماية المدنيين»، ووفقًا لمراقبين أوروبيين، فإن «أردوغان» يواجه مأزقا يمنعه من التعامل مع خسائره البشرية في إدلب بشكل فعال، خاصة في ظل انتقاد أحزاب المعارضة التركية لسياسته في سوريا وطرحهم تساؤلا متكررا «لماذا يموت الجنود الأتراك في إدلب»، وطالب بعضهم بضرورة الاعتراف بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتغيير الطريقة التي يتعامل بها «أردوغان» مع الملف السوري والتي لم تجن سوى الخسائر.
روسيا: تركيا تواصل انتهاك اتفاق سوشي في إدلب
كما يتعرض «أردوغان» لضغوط من حليفه زعيم حزب الحركة القومي ديفليت باهتشيلين الذي يطالبه باتخاذ موقف حاسم ضد موسكو دمشق، بما يمثل عبئا متزايدا على «أردوغان» ويضعه أمام إشكالية كيفية إيقاف تقدم الجيش السوري دون مزيد من الخسائر في قواته، ويبدو أن سيناريو «الخروج من إدلب والسماح للاجئين بدخول إلى تركيا وفتح الطريق أمام الجيش الليبي للسيطرة على إدلب» ليس مطروحا، مما يشير إلى إمكانية شن «أردوغان» لهجمات خلال الأيام المقبلة على القوات السورية، رغم علمه بحجم الخسائر التي قد تسفر عن هجوم تركي، خاصة في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس التركى وعود بأن القوات السورية ستنسحب مع نهاية فبراير.
“نقلا عن العدد الورقي...”