رئيس التحرير
عصام كامل

"هيلين كيلر"..المعاقة التي هزمت العوائق


تحسن لفظ الطفلة العمياء الصماء "هيلين كيلر"، وازداد وضوحا عاما بعد عام ، فيما يعد من أعظم الإنجازات الفردية في تاريخ وتأهيل المعاقين.

أتقنت الفتاة المعاقة الكتابة، وكان خطها جميلا مرتبا، ثم التحقت بعد ذلك بمعهد "كامبردج" للفتيات، وكانت في معيتها، بطبيعة الحال، معلمتها "آن سوليفان"، تجلس إلى جوارها في الفصل الدراسي، لتنقل لها المحاضرات، وتخرجت "هيلين" في الجامعة العام 1904 بعدما حصلت على "بكالوريوس العلوم"، وهي في الـ 24 من عمرها.

ذاعت شهرة "هيلين كيلر".. فانهالت عليها الطلبات لإلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.

بعدما تخرجت "هيلين" في الجامعة.. عزمت على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومساعدة المعاقين.. قدر إمكانها.

في أوقات فراغها.. كانت "هيلين" تخيط وتطرز وتقرأ كثيرا، وتمكنت من تعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين، ثم التحقت بكلية "رادكليف" لدراسة العلوم العليا، فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما درست اللغات:"الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية".. ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على درجة الدكتوراه في العلوم، ثم في الفلسفة.

من أقوال "هيلين كيلر".. التي تنبئ عن نفس جبلت على الإرادة والتحدي وحب الحياة:"إن العمى ليس بشيء، وإن الصمم ليس بشيء.. فكلنا، في حقيقة الأمر، عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم".

وقولها:"كن منشرح الصدر دائما، ولا تفكر في إخفاقات اليوم، ولكن اهتم بالنجاحات التي ربما تأتي في الغد القريب".

لاشك في أن هذه العبارات تحوي من البلاغة والمعاني الجميلة التي تؤكد أن "هيلين كيلر".. كانت" حالة استثنائية في التاريخ الإنساني على مر العصور"، لأن المحنة التي استقبلتها فور ولادتها.. كانت كفيلة بأن تجعل منها مجرد شبح لا حول له ولا قوة ولا إرادة.. وجوده مثل عدمه، ينتظر الموت في أي لحظة، ولكن "هيلين" لم تفعل ذلك، وقدمت نموذجا حيا وملموسا لصدق العزيمة وقوة الإرادة التي لا تلين..ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية