رئيس التحرير
عصام كامل

اختفاء الدكتور رضا حجازي في ظروف غامضة

عندما أدى الدكتور رضا حجازي اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي نائبا لوزير التربية والتعليم في أواخر ديسمبر من عام 2019  استبشرنا خيرا، فالرجل يملك من الرؤى والقدرات ما يؤهله لذلك، فهذا ما كان يظهر على الرجل الذي ظل صامتا في عهود سابقة لم يتكلم.

 

 

فالدكتور حجازي يتمتع بسيرة ذاتية محترمة ومقدرة لا تملك إلا أن تتسع لديك مساحات الأمل، وترتفع درجات الثقة فيه إلى الدرجة النهائية، فالرجل يعتبر أحد خبراء التربية والتعليم بعيدا عن أي مناصب تولاها.

 

ولكن بمجرد وصول الرجل، الذي لا يرد على هاتفه حتى لو فعلت المستحيل معه، إنزوى خلف ستائر مكتبه، ولم نسمع له صوتا، في الوقت الذى تتصاعد فيه آلام الناس ومعاناتهم في النجوع والكفور والقرى والمدن من نظام تعليمي لم يفهموه حتى الآن.

 

اقرأ ايضا: إطلاق كتاب جديد عن المبادئ السماوية يضاف للمجموع

 

ومنذ أن أدى اليمين والكل مترقب لما سيفعله لكن الرجل لم يخرج بفكرة أو تتضح له رؤية، وبدا للجميع أنه مازال مستمتعا بممارسة منصبه كرئيسي للتعليم العام.. فالحقيقة إن هناك فارقا شاسعا بين الأقوال والأفعال على أرض الواقع.

 

أين اختفى الدكتور رضا حجازي ولماذا لم نسمع له صوتا؟!.

 

ذكرني ذلك بمقولة شهيرة لابي حنيفة النعمان الأمام الأعظم، الذي ملء الأرض علما وفتوى، حيث كان يجلس ذات يوم مع تلامذته ومريديه وهو يمد قدميه بسبب آلام يعانيها بعد أن إستأذن طلابه في ذلك.

 

وبينما هو يعطي الدرس جاء إلى المجلس رجل تبدو عليه علامات الوقار والحشمة. فما كان من أبي حنيفة إلا أن طوى قدميه وإعتدل في جلسته وتربع أمام هذا الشيخ الوقور.

 

واقرأ ايضا: التعليم: لا مشاكل في الإجراءات الوقائية بالمدارس

 

وكان "أبي حنيفة" يعطي درساً عن دخول وقت صلاة الفجر وتلامذته يدونون ما يقوله إمامهم الجليل، بينما كان الشيخ الوقور ضيف الحلقة يراقبهم وينظر إليهم من طرف خفي. فقال لأبي حنيفة دون سابق استئذان: يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني. فشعر أبو حنيفة في قرارة نفسه أنه أمام مأزق كبير أمام الشيخ الوقور الذي لا ريب أنه واسع الاطلاع والمعرفة.

 

وعندما سأل الرجل أبي حنيفة : أجبني إن كنت عالما يتكل عليه في الفتوى، متى يفطر الصائم؟. ظن أبا حنيفة أن السؤال فيه مكيدة معينة أو فكرة عميقة لا يدركها وربما أدركها لا حقا. فأجابه على حذر: يفطر إذا غربت الشمس.

 

فقال الرجل بعد إجابة أبي حنيفة ووجهه ينطق حزما وحسما وكأنه وجد على أبي حنيفة حجة بالغة ومسلكا محرجاً: وإذا لم تغرب شمس ذلك اليوم يا أبا حنيفة، فمتى يُفطر الصائم؟! وبعد أن تكشفت له حقيقة الأمور قال "ابي حنيفة" قولته المشهورة: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.

 

فهل سينطبق هذا على الدكتور رضا حجازي الذي لمع نجمة في عصر الدكتور الهلالي الشربيني رئيسا لقطاع التعليم وكان يبدوا وكأنه المظلوم دائما، وإنه لا يستطيع إحداث طفرة بسبب عدم مشاركته دائرة اتخاذ القرار، وظل صامتا لسنوات.

أتمنى من كل قلبي ألا يحدث!.

الجريدة الرسمية