بدع رجب فى ميزان الشريعة
تنتشر فى مجتمعاتنا مع دخول شهر رجب بعض العادات والمظاهر الدينية المختلفة وقد احتار العلماء فى تصنيفها ما بين البدعة او السنة فمنهم من اعتبرها بدعة مستحبة ومنهم اعتبرها عادات موروثة وفريق ثالث حذر منها لمخالفتها الشرع يرى الدكتور مصطفى مراد استاذ المذاهب والاديان بكلية الدعوة جامعة الازهر أن حرص الناس على القيام بعادات وتقاليد متوارثة مع قدوم شهر رجب مثل زيارة المقابر مع اول ايام هذا الشهر وهى مانسميه طلعة رجب ، حيث يخرج فيه كثير من النساء والرجال فى صورة تتنافى مع الشريعة وتعاليم الدين فى حين ان رسولنا الكريم نهى عن اتخاذ المقابر مواسم واعيادا حين قال (لا تتخذوا قبرى عيدا) .
واضاف مراد انه لامانع من الاكثار فى الاعمال الصالحة فى شهر رجب ولكن ليس على سبيل التخصيص . كما انه من العادات ايضا حرصكثير من الناس على اداء عمرة رجب فهو امر مستحب ولا مانع منه حيث وردد فى الاثر ان عمر ابن الخطاب وابنه والسيدة عائشة رضى الله عنهم كانوا يعتمرون فى رجب . ويتطرق كثير من الناس الى صيام الثلاثة ايام الاولى من رجب وتخصيصها كل عام فلم يرد نص صريح صحيح فى صيام اول رجب ولكن قد يصوم البعض اياما كثيرة فى الاشهر الحرم على الاطلاق دون تحديد شهر منها دون الاخر لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله (صم من الحرم واترك )، ولذلك فإن كثير من السلف الصالح وعلماء الامة يتفقون على عدم تخصيص أحد أيام رجب بالصيام واستندوا الى ماورد عن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه انه كان يضرب أكف الرجال فى صوم رجب حتى يضعوها فى الطعام ويقول : ما رجب ؟ ان رجب كان يعظمه اهل الجاهلية . كما ورد عن ابى بكر الصديق رضى الله عنه عندما رأى اهله يتهيأون لصيام ايام رجب فقال :جعلتم رجب رمضان ؟ والقى السلال وكسر الجيزان بمعنى انه منعهم عن صيام رجب . ايضا هناك الذبيحة التى اعتاد الناس على ذبحها فى رجب تبركا بالشهر الحرم وقد اوردت كتب الحديث نصوصا عندما سأل الصحابة الرسول الكريم اذا كنا نعتر ــ أى نذبح ـــ فى الجاهلية ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم (اذبحوا لله فى اى شهر وبروا لله واطعموا )
المفتي السابق يبين الفوائد العظيمة للدعاء
واخيرا هناك من يخصص صلاة وصياما فى رجب وقد جاءت روايات عديدة تثبت عدم صحتها وانها واهية وباطلة ومنها صلاة الرواغب فى اول ليلة جمعة من رجب واعتبرها جمهور الفقهاء بدعة .