لماذا فشل التحالف العربي في اتخاذ موقف موحد من إخوان اليمن؟
تثير المواقف المتضاربة لإخوان اليمن تساؤلات عدة، حول سر فشل التوحد حول موقف من الجماعة، وحزب الإصلاح ـ ذراعها السياسي والعسكري في اليمن ـ خاصة أن هذا التباين تسبب في خلافات كبيرة بين قوات التحالف، التي تتصدى لمحاولات جماعة الحوثي الرامية إلى السيطرة على الحكم في البلاد، وطرد باقي المكونات الأخرى، فضلًا عن تهديد جيرانها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي تتعرض فيه لدسائس الإخوان، وأساليبها المتوية التي تطعن التحالف في الظهر ولاتسانده.
وهذا التباين يراه سامح عسكر، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، سبب الخلط في الأدوار، موضحا أن حزب الإصلاح الإخوانى مرجعيته إخوانية وهابية، وعدم تحديد موقف واضح معه يضعف الإصلاحيين والتحالف العربى بشكل عام.
عمرو فاروق: اليمن البوابة الأولى لمشروع الإسلام السياسي في المنطقة
وأكمل الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، مؤكدا أنه لولا هذا التخبط، ما انسحبت قوات هادى من نهم والجوف مؤخرا، فالصراع من وجهة نظره غير مبنى على أسس ومعالم واضحة بل على مصالح ورؤى براجماتية، وهو السبب الأساسى في التخبط، تجاه بناء موقف موحد من حزب الإصلاح فى اليمن.
أما عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، فيرى أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، هو من يدير دفة الصراع والأزمة داخل الدولة اليمنية حاليا، ويؤكد أنهم يستخدمون الكثير من العناصر والأطراف كوقود للمعركة الحالية، بهدف السيطرة على مقدرات الشعب اليمني، وتطويعها لخدمة أهدافه ومشروعه في إقامة مشروع دولة الخلافة المزعومة.
وأوضح فاروق، أنه إذا كانت الدولة المصرية في قلب وعقل تيارات الإسلام السياسي، بغية إقامة دولة الخلافة، فإن اليمن هي البوابة الأولى، لهذا المشروع السياسي الأيدلوجي، لافتا إلى توظيف الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، في تعضيد هذا الطرح، باعتبار أن اليمن هي أرض المدد.
وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن الإخوان في إطار تحقيق هذا السيناريو، تحالفوا مع مختلف التيارات والعناصر المتناحرة والمختلفة في ذات الوقت، وهو نوع من البرجماتية والنفعية التي يتسم بها التنظيم على مدار تاريخه منذ حسن البنا، وحتى اللحظات الراهنة.
كل هذه المعطيات، يرى محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، خلفها قطر التي تزج بالإخوان لضرب التحالف العربي، من أجل غمد الخنجر الصفوي في ظهر المملكة حتي النخاع، لتكون أداة سهلة في تنفيذ مخططات فرض قرارها علي المنطقة برمتها.
وأردف: ”يجب سحب جميع أوراق الضغط التي بحوزة قطر ضد الأنظمة العربية الحاكمة، والإعلان عن ذلك فعليا وليس مجرد مؤتمرات وتوصيات مع وقف التنفيذ”.