البيت الإيطالي الأثري ببورسعيد.. آخر أثر لموسوليني في العالم
"البيت الإيطالي ببورسعيد" ذلك المبنى الشاهق الذي يقف صامدا شامخا ببورسعيد، ضد عوامل الزمن والنسيان، ليقص للأجيال القادمة الحقبة الزمنية الخاصة بالحرب العالمية الثانية.
وعلى مر السنوات الماضية لم يتم تصوير البيت الإيطالي من الداخل، وكان الجميع يكتفي بتصويره من الخارج، حيث إنه طيلة عشرات السنوات ظل مكان تراثي مغلق، ولا يتم تصوير منه إلا واجهته، وهي عبارة عن آخر حجر مكتوب في عهد موسوليني.
وتنشر "فيتو" أول 30 صورة تم التقاطها للبيت الإيطالي ببورسعيد من الداخل، والذي يظهر به بعض الصور لسلالم البيت الإيطالي، والمسرح الذي يتواجد بداخله، وقاعة السينما وغيرها، ولكن طمث الرمال والإهمال المبنى الأثري من الداخل ومن الخارج على حد السواء.
تاريخ الإنشاء
أنشأ الإيطاليون البيت الإيطالي ببورسعيد عام 1935 م، في فترة الحرب العالمية الثانية ليكون مقرا للحاكم الإيطالي، اعتقادا من الإيطاليون بأن النصر سيكون حلفيا لإيطاليا وألمانيا في الحرب.
وكان عدد أفراد الجالية الإيطالية في ذلك الوقت ببورسعيد مرتفعا جدا مقارنة بالجالية الفرنسية، حيث وصل عدد الإيطاليون ببورسعيد إلى 30 ألف مواطن، بينما الجالية الفرنسية كانت تتراوح ما بين 12 ألف مواطن إلى 14 ألف مواطن.
بالصور.. الإهمال يداهم 6 مواقع أثرية تروي عراقة بورسعيد «تقرير»
مسرح وسينما رويال
أما عن البيت الإيطالي من الداخل أو الخارج فيكفي أن تنظر إلى تصميمه، لتنتقل للحظات إلى فترة زمنية أخرى وتسافر عبر السنوات، إلى فترة الطراز والدقة في البنات بطابع فترة الخمسينيات.
وكانت الجالية الإيطالية تتجمع في البيت الإيطالي بعد إنشائه على الفور، والذى كان يحتوي على مسرح ومكان للألعاب والترفيه.
ولكن عقب هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية تحول الجانب الأيمن من المبني إلى المكتبة الأمريكية في فترة الستينيات، والجانب الأيسر إلى سينما رويال,
هذا وما زالت آثار تثبيت المقاعد الخاصة بالسينما موجودة إلى الآن، والتي يمكن ملاحظتها عن النظر من فتحات زجاج "الشبابيك المكسورة" من خارج البيت الإيطالي، لأنه غير مسموح الدخول إلى البيت الإيطالي والمغلق منذ سنوات.
آخر لوحة لموسيليني
ويقع على واجهه البيت الإيطالي آخر حجر مكتوب في عهد مورسيليني من تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث إن حاكم إيطاليا أمر بصناعة لوحتين من الحجارة له في فترة الحرب، الأولى تم وضعها في بلده والثانية في بورسعيد، وأثناء الحرب تهدمت اللوحة الحجرية الموجودة في إيطاليا، ولم يتبقَّ سوى الموجودة في بورسعيد، لتكون آخر أثر لمورسيليني وللحزب الفاشي في العالم.
الترميم كالبارون
ومن جانبهم ناشد أهالي محافظة بورسعيد منذ أن بدأ الحديث مجددا على صفحات التواصل الاجتماعي عن البيت الإيطالي، أن يتم ترميمه والتنسيق لفتح ذلك المبنى التراثي العظيم من جديد، ويكون مبنى أثريا ويتم تنظيم له رحلات من على مستوى العالم، وبالأخص لأنه شاهد على حقبة من الزمن هامة في تاريخ العالم وليس مصر فقط.
وتابعوا خلال صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك "التراب يكسو كل مكان في البيت الإيطالي ويكاد يطمث تاريخه، ولا بد من التكاتف لحمايته من مخالب النسيان والإهمال".