الثلاثاء الكبير.. معركة تكسير عظام بين الديمقراطيين لاختيار رئيس أمريكا المحتمل
يختار الديمقراطيون فى الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، مرشحهم لمنافسة الرئيس الحالى للبلاد دونالد ترامب، في السباق للبيت الأبيض.
يعتبر يوم الثلاثاء الكبير كما هو معروف فى الدوائر السياسية، شديد الأهمية لأنه يمكن أن يؤدي إلى نجاح أو فشل أي حملة انتخابية.
المراحل التمهيدية
تعد الانتخابات التمهيدية أولى مراحل الانتخابات الأمريكية، والتي انطلقت في الثالث من فبراير الجاري، حيث يقوم قطبي الانتخابات الأمريكية الديمقراطي والجمهوري باختيار مرشحهم للاقتراع في نوفمبر القادم، والتي تبدأ بولاية آيوا، حيث يتم تنظيم تلك الانتخابات على مستوى جميع الولايات الأمريكية حتى شهر يونيو 2020.
أما في هذه الانتخابات فيخوضها الحزب الديمقراطي وحيدًا؛ حيث أعلن منافسه الجمهوري عن ترشيح الرئيس الحالي دونالد ترامب، والذي يتمتع بشعبية بين أعضاء الحزب، ليكمل الرئيس الحالي فترته الثانية.
الثلاثاء الكبير
الثلاثاء الكبير أو العظيم، هي المحطة التي يصل لها قطار الانتخابات الأمريكية إلى نهايته لتتضح الصورة بشكل كامل.
ويتم تخصيص حوالي 40% من إجمالي المندوبين في يوم واحد مع تصويت 18 ولاية ومنطقة، وتقرر نتائج 3 مارس من سيحصل على الترشيح، ولكنه لا يزال هناك ثلاثة أشهر أخرى من الأصوات إذا لم يكن القرار واضحًا بعد الثلاثاء الكبير.
المؤتمر الوطنى
ويعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي، في الفترة بين 13 إلى 16من شهر يوليو؛ ليظهر نتائج الانتخابات التمهيدية، حيث سيدفع الحزب مرشحيه لمنصب الرئيس ونائب الرئيس.
أما المؤتمر الوطني الجمهوري، يعقد بين 24 و27 من أغسطس، هو الذي يعلن فيه الحزب عن مرشحه بشكل رسمي؛ حيث إنه لايعتبر الرئيس ترامب هو المرشح الجمهوري الرسمي حتى يتم الإعلان عنه في المؤتمر.
الحملات والمناظرات
بعد ذلك تبدأ الحملات الانتخابية للحزبين بين أغسطس حتى نوفمبر قبل بدأ عملية الاقتراع لاختيار الرئيس.
وتشهد تلك الحملات عددا من المناظرات بين المرشحين التي تبث تليفزيونيا حيث تعد من أهم الأحداث خلال مراحل الانتخابات، والتي يقوم فيها كلا المرشحين بتقديم برنامجهما الانتخابي.
ويتواجه المرشحان الجمهوري والديمقراطي للرئاسة الأمريكية في ثلاث مناظرات بولايات إنديانا وميشيجن وتينيسي، وفق ما أعلنت اللجنة المكلفة تنظيم المناظرات في 11 من أكتوبر 2019.
المناظرات والتنصيب
وتعقد المناظرة الرئاسية الأولى في 29 سبتمبر 2020 في نوتردام في ولاية إنديانا بشمال الولايات المتحدة، والمناظرة الثانية في 15 أكتوبر 2020 في ولاية ميشيجن، وتجري المناظرة الأخيرة بين المرشحين في 22 أكتوبر 2020 في جامعة بلمونت بولاية تينيسي.
وفي 3 من نوفمبر 2020 تبدأ عملية الانتخابات الرئاسية، وعقب الإعلان عن الفائز فى 20 يناير 2021 يتم تنصيب الرئيس الجديد للبلاد.
التوقيت الحرج
الثلاثاء الكبير، هو الاختبار الحقيقي الأول لقدرة المرشح الديمقراطي الذي يطمح للفوز بماراثون التنافس على رئاسة البلاد، ورغم الآمال العريضة لمعركة الثلاثاء، إلا أنها لن تبقى الأخيرة الحاكمة لهوية المنافس الديمقراطي في مواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
بدأ سباق الحزب الديمقراطي بأكثر من 20 مرشحا، ويخوض السباق الثلاثاء العظيم ثمانية مترشحين هم السيناتور بيرني ساندرز، ونائب الرئيس السابق جو بايدن، ورجل الأعمال مايكل بلومبيرغ، والسيناتورة إليزابيث واريين، والنائبة بمجلس النواب تولسي جابارد والسيناتورة أيمي كلوبتشار قبل أن تعلن انسحابها في اللحظات الأخيرة.
الفرص والحظوظ
وشهدت ولاية ساوث كارولاينا، المحطة الرابعة والمهمة من الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، زخماً تنافسياً بعد فوز جو بايدن نائب الرئيس السابق بفارق كبير عن سائر منافسيه، فيما انسحب الملياردير الديمقراطي توم ستاير بعد نتائج مخيبة للآمال.
جاء فوز بايدن، بمساندة قوية من الناخبين السود، لينعش آماله بالتقدم بقوة في الانتخابات التمهيدية، في طريق السباق الرئاسي، بعد 3 هزائم متتالية في ولايات آيوا ونيوهامشير ونيفادا، حيث حل فيها الرابع ثم الخامس ثم الثاني على الترتيب.
وحصل بايدن على نحو 49% من أصوات الناخبين في ساوث كارولاينا، بفارق كبير عن أقرب منافسيه السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز الذي حصل على 20%، بينما جاء الملياردير توم ستاير ثالثاً بـ11%، وبعده العمدة بيت بوتيجيج بـ8%، ثم السيناتور إليزابيث وارن في المركز الخامس بـ7%، بينما تراجعت إيمي كلوباتشر إلى المركز السادس بحصولها على 3% فقط من الأصوات.
وبذلك تلقى بايدن دفعة قوية قبيل انتخابات اليوم "الثلاثاء الكبير" التي تشهدها 14 ولاية، حيث حصل من خلال فوزه في ساوث كارولاينا على أصوات 33 مندوباً، بينما لم يحصل ساندرز إلا على نحو 11 صوتاً من المندوبين الذين سوف يختارون المرشح الديمقراطي المنتظر أن ينافس المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
ويحتاج المتنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي لتأييد أغلبية لا تقل عن 1991 من بين 3979 مندوبا من كافة الولايات لاختيار مرشح الحزب.