رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل وزير الداخلية فى اجتماع قادة الشرطة العرب بتونس

اجتماع وزراء الداخلية
اجتماع وزراء الداخلية العرب

بدأت، اليوم الأحد، جلسات المؤتمر الثالث والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بتونس بحضور كلا من إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة فى الجمهورية التونسية والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية فى المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخرى لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس الدورة السادسة والثلاثين للمجلس ووزراء الداخلية فى الدول العربية الأعضاء. 

واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وقال نجتمع اليوم ولا يزال الإرهاب يشكل العنصر الأبرز فى سلم التحديات الإجرامية التى تواجهها المنطقة العربية والعالم أجمع، فلم يعد بإمكان أي دولة ولا أي تجمع إقليمى الادعاء بأنه بمنأى عن الإرهاب أو بمعزل عن تداعياته الخطيرة. وأن العمليات الإرهابية التى شهدها العالم فى الآونة الأخيرة تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن الإرهاب لا دين له ولا عرق.   

 

 

وفى هذا الإطار كذلك سينظر المجلس اليوم فى إنشاء فريق خبراء عربى يُعْنَى برصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفورى للأعمال الإرهابية، وهو ما سيشكل خطوة عملية أخرى فى سبيل تعزيز التعاون بين الدول العربية فى مواجهة الإرهاب.

 

 

 

وإلى جانب إنشاء هذا الفريق يندرج على جدول أعمال هذا اللقاء عدد من المواضيع التى ينتظمها خيط رابط يتمثل فى هاجس تطوير أدوات العمل وهياكله بحيث تستجيب للمستجدات الأمنية، فهناك تصور لتعديل اختصاصات المكاتب العربية المتخصصة وتسمياتها بما يسمح بزيادة فعالية معالجة المجلس للقضايا الأمنية المختلفة.

اجتماع وزراء الداخلية العرب في اليوم العالمي للحماية المدنية تحت شعار "مسعف لكل بيت"

وهناك مشروع لإستراتيجية عربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات تضمن إضافة نوعية فى هياكل المجلس هى إنشاء وحدة لتنسيق جهود الدول العربية فى هذا المجال. 

 

 

 

 

من جانبه قال اللواء محمود توفيق وزير الداخلية نَجْتَمِعُ اليومَ لموَاصلة مَسيرة التعاونِ العربىِّ بإصرار وعزمْ لخدمة القضايا العربية المُشتركة تجمعُناَ العديدُ منَّ القواسِمِ وتطلعُاتِ المستقبلِ المُشتركْ وكُلناَ يقَينٌ بأهمية مُوَاصَلَة تَطويرِ السِياسَاتِ الأمنية لمواكبة المُتغيرَاتِ الإقليمية والدولِية لتحقيقِ الاستباقَ الأمني فى مَواجهَة كَافة التحديَاتْ التى تَستهدِفُ أُمَتنَا وِمُقَدَّرَاتِنَا وفى مُقدمَتِهَا خطرُ الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططاتُ نشرِ الفوضىَّ وعدمِ الاستقرارْ.

 

وأضاف وزير االداخلية ومِنْ هُنَا أؤكِدُ أن الجهودَ المشتركة فى مُوَاجهة التنظيماتِ المتطرفة قدْ أسفرتْ عن الحدِ من قُدَراتِهَا التَنظيمية وتجفيفِ مَنابِعَ تمويلَهاَ وإضَعافِ فُرصَ استقَطابِهَا لعناصرَ جديدة وأن كانتْ لا تَزالُ تُشكلُ خَطرًا داهِمًا علىَّ الإنسانية تتجسدُ ملامِحَهُ فى سَعيها لتوظيفِ التقنِياتِ الحدِيثة وشبكة المَعلوُمَاتِ الدولية لنَشرِ الفكرِ المُتطرفِ المضللِ واستمالة واستقطابِ الشبابِ منْ كَافة دُولِ العالمْ. 

وأشار وزير الداخلية، سوف تظَلُ ظَاهرة الإرهابيينَ المُرتزقة إحدى التهَديداتُ الرئَيسية التىَّ تُواجهُهَا المِنطَقة فىِّ ضوءِ تَقديمِ بَعضِ الدولِ الدعمَ والتمويلَ لَهمْ وتوفيرَ المَلاذاتِ الآمنة لأنشطتهمْ وإتاحة المِنصَاتِ الإعلامية للتَرويجِ لأفكارهِمْ الهدَامة والمُتطَرفَة والعَملِ علىَّ نَقلِهمْ والدَفع بِهمْ إلى جَبهَات التَوتر بالمنطَقة بما يَخِلُ بالأَمنِ والسلمِ الإقليمىِ والدولىّْ. 

كما تُشَكِلُ الروابِطَ بين الإرهاب وشبكاتِ الجريمة المنظمة خاصة فى مجالِ الإتجارِ بالسلاحِ وتهريبِ المخدراتْ وتسهيلِ التَسللَ عَبرَ الحُدودِ وغَسلِ الأموال أبرز التحدياتِ فّْى وقتَنَا الراهِنْ حَيثُ يُسِهمُ كلُّ هَذا فى تمكينِ التنظِيماتِ الإرهابية منْ إعادة بنَاءِ قُدرَاتِهَا.  

 

 

وأشار إلى أن وزارة الداخلية المصرية اضطلعت، تَنسيقًا وجهِاتِ الدولة المختلفة بصياغة مَنظومة متكاملة لمكافحة الإرهاب امتدتْ إلى جانِبِ المَواجَهة الأمنية والقَانونية والقضَائِية إلى مَحاورمُتعدِدة لتَحقيقْ المواجهة الشاملة إعلاميًا ودينيًا وثقافيًا واجتماعيًِا لتتضَافَرَ جُهودُ الدولة للقضاءِ علىَّ الإرهاب وإقتلاعِ جُذُورَهْ. وفى هَذا الإطار استهدَفتْ الإستراتيجية.. الأمنية المصريَة تحقيقَ الأمنِ بمفهومِهِ الشامِلْ وموَاجَهة السلوكِ الإجرامىِّ بكافة صورِهِ وأشكالِهْ مَعَ إيلَاءِ أولوية لعملياتِ مُوَاجهة الجريمة المُنظَمَة التى يَتمُ توجيهَها لاستنزَافِ مُقدَراتِنَا وإتجهتْ الوزارَة نَحوَ تَطويرِ الدَورِ الأمني فىّْ المجَالاتِ الخَدمية.. والتنمَويَة.. والاجتماعية وتنميَة ثقافة إحترَامِ حقُوقِ الإنسان واعتماد الأسلوب العلمىَّ خَاصة فيمَا يتصِلُ بالتخطيطِ الأمني وإعدَادِ الدُعَامة البشرية واستثمارِ التقنَياتِ الحديثة فى كافة مجالاتِ العَملِ الأمني. 

وأضاف أنه ومِنْ هَذا المُنطَلق تَحِرص وَزارة الداخلية المصرية على مواصَلة تعميقِ أُطرِ التعَاونِ لتحقيق التكاَمَلَ وترسيخَ دعائمِ الأمن العربىِّ وذلكَ منْ خلالِ الدَعوة إلى إجراء البُحوثِ والدَراسَاتِ المُشتركَة حول القضَايا الأمنية ذَاتَ الأولوية للخروجِ بالتقديَراتِ الدقيقة وطَرحِ التوصَياتِ الكفيلَة بالتعَامُلِ الحاسمِ مع تِلكَ القضَايا وفقَ فكرٍ أمنى متناسِقْ يَرتكِزُ علَّى فلسفة أمنية موحدة. 

وأعرب توفيق عن ترحيب الوزارة باستقبَالِ الكوادِرَ الأمنية العربَية فى كافة المؤسساتِ التعليمية والتدريبية التَابِعة للوزارة والتَّى شَهِدتْ تَطويرًا وتحديثًا يَتناسبُ معَ المسُتجَداتِ الأمنية سواء للالتحاق بالدوراتٍ التدريبية التىِّ يتمْ تَنظِيمَها أو إجراء تدريبَاتٍ مُشتَركة فى المجالاتِ الأمنية المختلفة مما ينعكِسُ علَّى تَفعيلِ التعاونِ العربىِّ المُثمرِ فىِّ مُواجَهة الجَرائمْ التى تَتعدىَّ النطاقَ المحلىِّ للنطَاقِ الإقليمىِّ.  

 

 

وعقد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، عددًا من اللقاءات الثنائية المنفصلة مع وزراء داخلية دول (السعودية ـــــ الإمارات ــــ البحرين ـــــ فلسطين ــــ اليمن ـــــ لبنان ـــــ تونس)، على هامش مشاركته فى أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة حاليًا بالعاصمة التونسية 

وتضمنت اللقاءات مناقشة سبل دعم وتطوير آليات التعاون الأمني فى ظل التحديات غير المسبوقة التى فرضتها الظروف السياسية الراهنة على أجهزة الأمن بالدول العربية، كما تم استعراض الرؤى بشأن عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الوزارى. 

وأكد وزير الداخلية خلال اللقاءات مع نظرائه من وزراء الداخلية العرب على أهمية وجود إرادة جادة فى التصدى للكيانات الإرهابية ومثيرى الفتن الذين يسعون إلى العبث بمقدرات الدول وزعزعة استقرارها بما يتطلب توحيد الجهود العربية لضمان إحباط تلك المخططات الهدامة والتعامل مع منفذيها.  

 

 

كما أكد اللواء محمود توفيق على حرص وزارة الداخلية المصرية على مد جسور التعاون والتواصل مع كافة الأجهزة الأمنية العربية الشقيقة وتعزيز آليات تبادل الخبرات والمعلومات فى شتى المجالات الأمنية انطلاقا من إيمان كامل بأهمية المساهمة فى دعم رسالة الأمن والاستقرار فى كافة الدول العربية. 

واعتمد مجلس وزراء الداخلية العرب، توصيات المؤتمرات والاجتماعات التى نظمتها الأمانة العامة للمجلس خلال عام 2019م، ونتائج الاجتماعات المشتركة التى انعقدت خلال العام نفسه. 

علاوة على ذلك، اعتمد المجلس التقرير المتعلق بأعمال الأمانة العامة، ووجه الشكر إلى الأمين العام على الجهد المبذول فى تنفيذ برنامج عمل الأمانة العامة ومتابعة تنفيذ قرارات الدورة السابقة للمجلس، واعتمد المجلس أيضا التقرير الخاص بأعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لعام 2019م، معربا عن تقديره للدعم البناء الذى تلقاه الجامعة من حكومة المملكة العربية السعودية، وعرفانه بالجميل لصاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية فى المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخرى لمجلس وزراء الداخلية العرب، رئيس المجلس الأعلى للجامعة على رعايته الكريمة لأنشطة الجامعة المختلفة وللجهود التى يبذلها سموه الكريمفى دعم هذا الصرح العلمى الأمني العربى. 

وفى إطار التقييم الدورى الذى يجريه المجلس لأنشطته، ناقش وزراء الداخلية العرب موضوع تفعيل مؤتمرات واجتماعات مختلف القطاعات الأمنية التى تعقد فى نطاق الأمانة العامة للمجلس، وأقروا مجموعة من التوصيات البناءة التى تم وضعها من قبل مختصين بهدف إضفاء المزيد من الفاعلية على تلك المؤتمرات والاجتماعات، بما يتلاءم مع المستجدات الأمنية على المستويين العربى والدولى، ويعطى لهذه الفعاليات الزخم اللازم لها، ويطور من مخرجاتها. 

وفى السياق ذاته أقر المجلس تعديلات على اختصاصات وتسميات المكاتب العربية المتخصصة الخمسة القائمة فى نطاق أمانته العامة لتكون متماشية مع الرؤية التى وضعها لتفعيل المؤتمرات والاجتماعات التى يعقدها، وذلك باعتبار أن المكاتب العربية المتخصصة تمثل بيوت خبرة عربية مهمتها تأمين وتنمية التعاون بين الدول الأعضاء وتقديم المعونة الفنية التى تطلبها.

الجريدة الرسمية