قم..المدينة المقدسة في إيران تتحول إلى بؤرة موبوءة بـ"كورونا"
تتعاقب الأزمات على الجمهورية الإيرانية، واحدة تلو الأخري، خاصةً في الآونة الأخيرة، فبالرغم من أزماتها المتعلقة بالملف النووي والعقوبات الأمريكية، واستهداف الجيش الأمريكي لعناصرها القيادية، وعلاقتها بالدول المجاورة لها، ظهر فيروس "كورونا" داخل الأراضي الإيرانية ليزيد من أزمات النظام ويضعه في موقف محرج بعد العجز الفاضح في التصدي للفيروس أو السيطرة عليه، أو علي الأقل اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصحيحة وإعلان العدد الرسمي للمصابين، للاستعداد للمواجهة، ولكنها تكتفي بالتعتيم.
مدينة قم المقدسة
تعتبر مدينة قم، إحدى أبرز المدن المقدسة في إيران، لما تمثله من موطن للديانة الشيعة، يحدها من الشمال مدينة طهران، ومن الجنوب مدينة أصفهان، ومن الغرب مدينة اراك، ومن الشرق محافظة سمنان، ويتواجد بالمدينة العديد من المزارات الدينية أهمها مرقد فاطمة المعصومة بنت موسى الكاظم ومسجد جمكران.
يصل تعداد مدينة قم السكاني إلي ما يقارب الـ 1.2 مليون نسمة بحسب الاحصائيات الأخيرة، ويشكل الأتراك الأذريين ما يقارب الـ 40 و 50 % من إجمالي سكانها، كما تصل مساحتها إلي ما يقارب الـ 123 ألف كيلومترمربع.
بؤرة انتشار كورونا
وأشارت التقارير الإخبارية إلي الارتفاع الملحوظ في وفيات فيروس كورونا الجديد في إيران، بعد تسجيل 26 حالة وفاة من أصل 245 إصابة مؤكدة بالفيروس في غضون أيام، ما أثار العديد من الاتهامات حول كيفية تعامل الحكومة الإيرانية مع الأزمة ومدى شفافية النظام حول أعداد المصابين بالفيروس الحقيقية.
يبلغ معدل الوفيات في إيران نحو 16 % من بين الحالات المصابه بالفيروس، وهو ما يتجاوز معدل الوفيات في الدول الأخرى التي ضربها الفيروس، بل وتخطي ايضاً مدينة ووهان الصينية منشأ الوباء الجديد حيث يصل معدل الوفيات بها نحو 2%.
كيفية وصل كورونا إلي إيران
أوضح وزير الصحة الإيراني، سعيد ناماكي، أن فيروس كورونا الجديد إلى البلاد، أنتقل عن طريق العمال الصينيين، قائلاً: "هم من أحضروا فيروس كورونا إلى مدينة قم"، مشيراً إلي أن هناك عددًا من المهندسين الصينيين يعملون لدى شركة قم للمترو، والعاملين في مشروع السكك الحديدية بين طهران وأصفهان.
وفي نفس السياق، قالت إحدي الصحف الإيرانية، إن السبب في وصول كورونا إلى قم، ربما يكون متمثلاً في الطلاب الصينيين في المدينة، مشيره إلي تواجد عشرات الطلبة القاطنين في حي "زنبل آباد" في قم، ويخالطون أعدادا كبيرة من الإيرانيين وطلاب من العراق والخليج، في معهد الإمام الخميني وجامعة مصطفى الدولية.
ارتفاع عدد وفيات فيروس كورونا في إيران إلى 22 شخصا
بؤرة انتشار كورونا في الشرق الأوسط
وأوضحت الصحيفة أن جميع هذه العوامل حولت مدينة قم الى واحدة من أبرز مدن العالم الموبؤه بالفيروس، بالأضافة إلي انتقاله الى مدن إيرانية أخرى ودول في المنطقة، كلبنان والعراق والامارات والكويت والبحرين.
تعتيم وحظر نشر
قال رئيس جامعة العلوم الطبية في قم، محمد رضا غدي، للتليفزيون الرسمي الإيراني إن وزارة الصحة حظرت نشر أرقام عن تفشي الفيروس في المدينة الواقعة جنوب العاصمة طهران، مشيراً إلي أن الوزارة أوصته بعدم الإفصاح عن أي إحصائيات جديدة تتعلق بالفيروس.
ومن جانبهم أشار المراقبون والمحللون الأجنبيون، إلى أن السلطات الإيرانية تعجز عن إحصاء الإصابات في جميع أنحاء البلاد، لأسباب تعود إلى طريقة الاختبار أو التشخيص، أو كيفية مشاركة المعلومات حول الفيروس، أو استخدام معدات طبية غير صالحة.