بعد تعليق تأشيرات العمرة.. مواسم تعطل فيها الحج والعمرة على مر التاريخ
في العام التاسع الهجري أصبح الحج ركنا من أركان الإسلام، ومنذ ذلك الحين تتوافد سنويا جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام من شتى أنحاء العالم لأداء الفريضة الخامسة في مكة المكرمة، ولكن حدث بعض الظروف التي وقفت عائقا أمام أداء الفريضة في بعض السنوات.
القرامطة
القرامطة كانوا أحد أسباب إلغاء الحج، ففي بداية القرن العاشر الميلادي أغار قرامطة شرق الجزيرة العربية من أتباع حمدان القرمطي -الذي تنسب له هذه الطائفة الباطنية- على مكة المكرمة موسم الحج لسنوات، وصدرت فتاوى من علماء مسلمين لحث المسلمين على تعطيل الحج حماية للأرواح، وبالفعل ألغى حجاج الشام والعراق قوافلهم إلى مكة.
وكان القرامطة عام 317هـ/908م قد هجموا على موسم الحج وقتلوا الكثير من الحجاج وخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، وحملوه معهم إلى شرق الجزيرة العربية ليبقى في حوزتهم قرابة عشرين سنة.
بعد قرار السعودية بشأن العمرة.. "سياحة البرلمان": لا مانع من تعليق الحج بسبب كورونا
قطّاع الطرق
كان قطاع الطرق أحد الأسباب التي وقفت حائلا دون أداء الحج في بعض السنوات، ففي عام 1757 أغار قطّاع الطرق من بدو قبائل شمال غرب الجزيرة العربية على قافلة الحج الشامي التي تتكون من المسلمين القادمين من أوروبا وإسطنبول والأناضول والأعاجم القادمين من بلاد فارس والرافدين وكذلك مسلمي حلب والشام، وقتلوا الآلاف من حجاج القافلة بالقرب من تبوك.
وبينما تحركت قافلة الحجاج في طريق العودة عبر "الطريق السلطاني" تعرضت لهجوم من قبائل بدوية وحوصر في تبوك أكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن يتم مهاجمة القافلة الشامية ويُقتل العساكر والحجاج من الرجال والنساء.
إرتفاع وفيات فيروس كورونا لـ2807.. وإصابة 82 ألفا في 50 دولة
الظروف الطبيعية
تسببت الظروف الجوية مثل الفيضانات والكوارث الطبيعية في تعطل رحلات الحج من بعض البلدان، فقد أدى فيضان دجلة لتعطل قوافل الحج من بغداد في أحد مواسم القرن الخامس الهجري.
كما أدت أمراض الصحراء الأفريقية إلى تعطل قوافل الحج من غرب أفريقيا، تعطل الحج أحد المواسم منتصف القرن الرابع الهجري بسبب وباء أصاب جمال القوافل والحجاج، ومات كثيرون عطشا أو مرضا.
الطاعون
كان الطاعون أحد الأسباب التي وقفت عائقا أمام موسم الحج، حيث كان الطاعون وباءً مميتا حذر منه سيدنا عمر بن الخطاب، وعند إصابة أحد سكان منطقة بهذا الوباء يتم عزله نهائيا ومنع الدخول أو الخروج من القرية، فكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعوناً، والوباء الذي وقع في الشام في زمن عمر كان طاعوناً.